نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 279
و الثالث بالعدّة.
و الدليل على تناهي القوّة الجسمانية بالمعنى الأوّل أنّها لو فعلت ما لا يتناهى في الشدّة لكان فعلها إمّا في زمان و هو محال؛ لأنّه يمكن فرض زمان أقلّ، فيقع ذلك الفعل في ذلك الزمان الأقلّ بحسب الإمكان الفرضي و يكون أشدّ ممّا فرض أنّه غير متناه في الشدّة. هذا خلف.
و إمّا أن يقع لا في زمان و هو محال؛ لأنّ كلّ حركة فهي منقسمة على رأيهم، فلا يخلو هذا البيان على البناء [1]على نفي الجوهر، مع أنّه مختصّ بما يقع على الاتّصال الزماني.
و الدليل على تناهيها بحسب المعنيين الأخيرين أنّا نقول: القوّة إمّا أن تكون طبيعية أو قسرية. و الطبيعية يتساوى فيها قبول الجسم الكبير و الصغير؛ ضرورة عدم المعاوق الطبيعي عنها [2].
نعم، يختلفان لاختلاف الفاعل؛ فإنّ الطبيعية في الكبير أكبر منها في الصغير؛ لوجوب انقسام القوى الطبيعية لانقسام محالّها.
و القوّة القسرية يختلف الكبير و الصغير في قبول التأثير عنها؛ لوجود العائق الطبيعي لا لاختلاف في الفاعل.
فإذا تقرّر هذا فنقول: لو حرّكت القوّة الطبيعية جسما حركات لا تتناهى في المدّة أو العدّة، لأمكن تحريك جزء تلك القوّة جزء ذلك الجسم فإن حرّكه حركات لا تتناهى أيضا، كان كلّ القوّة و جزؤها متساويين في التأثير. هذا خلف.
و إن نقصت حركات الجزء، وجب أن تتناهى؛ ضرورة حصول النقصان من الجانب الآخر؛ لأنّا نفرض المبدأ واحدا.
و إذا تناهت حركات الجزء، تناهت حركات الكلّ؛ لأنّ نسبة الأثر إلى الأثر كنسبة المؤثّر إلى المؤثّر.
و لو حرّكت القوّة القسرية جسما حركات غير متناهية، لأمكن أن تحرّك تلك القوّة
[1] . العبارة تشبه أن يسقط منها شيء، أو تبدّل «على» الأولى ب «من» .