نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 270
-كالجنس و النوع-أو مقداريّ أو عدديّ، و ليس للوجود شيء من ذلك بذاته.
و كذلك الحدوث ما يكون لزمان وجوده ابتداء؛ فالأمور التي ليست بزمانية لا تكون قديمة و لا محدثة كواجب الوجود و الزمان نفسه، فإذا اعتبرت نسبة واجب الوجود أو غيره من الثوابت إلى الثوابت، كانت السرمد. و إن اعتبرت إلى غير الثوابت، كانت هي الدهر.
و دوام الوجود في الماضي هو الأزل و دوامه في المستقبل هو الأبد. و الدوام المطلق هو الدهر. و الزمان كمقدار للدهر. و الدهر كمقدار للسرمد؛ فإنّه لو لا دوام نسبة المجرّدات إلى مبدئها ما وجدت الأجسام فضلا عن حركاتها. و لو لا دوام نسبة الزمان إلى مبدإ الزمان، ما وجد الزمان [1].
و نحن لا نستصوب هذا الكلام.
و اعلم أنّه قد يقال الآن لكلّ فصل مشترك بين زمانين و لو في أقسام الماضي أو المستقبل. و قد يفهم منه طرف الزمان و إن لم يدلّ على اشتراك، بل هو صالح لأن يجعل طرفا في الوهم، فاصلا غير واصل و إن كان لا يمكن أن يكون إلاّ واصلا، لكنّه عرف بنظر آخر. و يقال: آن، و يفهم منه زمان قريب من الآن جدّا.
و إذا قالوا: وجد الشيء بغتة، عنوا به نسبة الأمر إلى زمان غير مشعور به، قصير بعد أن لا يكون الأمر متوقّعا.
و يقال: «دفعة» لما وجد في آن، أو لما لم يوجد قليلا قليلا. و المتقدّم في الماضي يدلّ على ما هو أبعد من الآن الحاضر، و المتأخّر على ما يقابله، و في المستقبل بالعكس منهما.