نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 265
فلا يقال: إنّ الوجود موجود و لا معدوم و إنّما يحكم بالعدم على الموجود و لا تتصوّر الأذهان وجودا ليس له زمان لا وجود خالق و لا وجود مخلوق.
و القائلون بأنّ الزمان مقدار الحركة جرّد الخالق عن الوجود في الزمان؛ لتجرّده عن الحركة. و قالوا: إنّه موجود ثابت، إذا اعتبرت نسبته إلى الثابت، كانت تلك النسبة هي السرمد. و إن اعتبرت مع غير الثابت، كانت هي الدهر. قالوا: و هذا من التغييرات اللفظية؛ فإنّ السرمد هو البقاء الدائم، و كذلك الدهر. و الدوام من صفات المدّة و الزمان [1].
و لا يخلو هذا الكلام عن ضعف.
و القائلون بأنّ الزمان مقدار الحركة قالوا: إنّ الشيء إذا وجد دفعة ثمّ لم يكن شيء ألبتّة حتّى وجد شيء آخر دفعة، فإن كان بينهما إمكان تجدّد أمور، كان بينهما قبليّات و بعديات. و إن لم يكن بينهما إمكان تجدّد أمور، لزم تتالي الآنات؛ فيلزم ثبوت الجوهر الفرد، فإذا لم توجد حركة، لم يوجد زمان. و لهذا فإنّ عديم الشعور بالحركة لا يشعر بالزمان كأصحاب الكهف.
[8]سرّ
إذا ظهر أنّ الزمان من عوارض الحركة، ظهر أنّ الأشياء الموجودة في زمان لا تخلو عن أن تكون حركة أو ذات حركة؛ فإنّ معنى التقدّم و التأخّر إنّما يوجد بهذين.
و السكون إن كان بحيث يتوهّم له عروض التقدّم و التأخّر بالعرض بسبب الحركتين المكتنفتين له، كان له دخول بوجه مّا في الزمان، و هو أدخل وجهي السكون فيه.
و أمّا الأمور التي لا يوجد فيها تقدّم و لا تأخّر بوجه مّا، فلا توجد في الزمان، و إنّما توجد معه، و لا يلزم من المعيّة، الفويّة [2]فإنّ العالم موجود مع الخردلة [3]، و ليس فيها.
و لمّا كانت أنواع الشيء و أجزاؤه و نهاياته يقال: إنّها موجودة في الشيء، جاز أن يقال:
[1] . «المعتبر في الحكمة»2:75-80؛ «شرح المواقف»5:106-109.
[2] . في هامش «ت» : أي كونها فيها. و في «م» العينية.