responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 257

لم ينقسم، كان آنا و الآن عندكم ليس بزمان؛ فالزمان ليس بموجود، و الموجود غير زمان. و أيضا يلزم منه تتالي الآنات [1].

أجاب المثبتون عن هذا: بأنّ الزمان غير قارّ الذات، و الموجود منه منقسم، و لا يلزم اجتماع أجزائه دفعة واحدة في الوجود، و إنّما يلزم ذلك لو كان مورد القسمة هو الوجود في الآن، و نحن نعترف بأنّ لا وجود للزمان في الآن، بل و لا في زمان؛ بل وجوده ثابت مطلقا، و الماضي و المستقبل موجودان في حدّيهما، و لا يلزم-إذا لم يكونا موجودين في الحال-أن لا يكون لهما وجود مطلقا، و ليس قولنا: «إمّا أن لا يكون الزمان موجودا و إمّا أن يكون موجودا في الآن أو في الزمان المستمرّ» محيطا بطرفي النقيض كما أنّ قولنا: «الشيء إمّا أن لا يكون في مكان و إمّا أن يكون في هذا المكان أو ذلك المكان» ليس محيطا بطرفي النقيض.

فالحاصل من هذا أنّ كلّ واحد من الماضي و المستقبل معدومان [2]في الحال، و معدوم في صاحبه، و موجود في حدّ نفسه.

و اعلم أنّ في هذا الجواب نظرا من حيث إنّ الماضي و المستقبل يحكم العقل بعدمهما، و كيف يعقل وجود الماضي و هؤلاء القوم يعترفون بأنّ أجزاء الزمان غير قارّة في الوجود، و أنّ معنى غير القارّ عدم وجود جزء آخر، ثمّ كيف يكون الزمان موجودا و بعض أجزائه مفقود؟

و الشيخ قد جعل الحركة التي بمعنى القطع من الأمور الذهنية لا من الأمور الخارجية؛ لكونها مشتملة على أجزاء متعاقبة، فكيف يمكن وجودها؟ كذلك الزمان.

و كيف يكون الزمان موجودا و هو عندهم مقدار للحركة التي بمعنى القطع؛ لأنّ الحركة التي بمعنى التوسّط [3]قد نقلنا عنهم أنّهم يقولون: إنّها موجودة في الآن [4].


[1] . «الشفاء» الطبيعيّات 1:148؛ «المباحث المشرقيّة»1:757؛ «شرح المقاصد»2:181.

[2] . كذا في «م» و «ت» . و الأولى: معدوم.

[3] . في هامش «ت» في تعريف الحركة بمعنى القطع: «أمر ممتدّ من المبدأ إلى المنتهى» و في تعريف الحركة بمعنى التوسّط: «توجّه إلى المقصد و هو كيفيّة متوسّطة» .

[4] . «الشفاء» الطبيعيّات 1:83.

نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 257
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست