نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 199
و غيرها ممّا هو واجب القبول لا من حيث هي واجب القبول؛ بل من حيث عموم الاعتراف.
و إذا أطلقت المشهورات فإنّما يراد بها الآراء المحمودة و هي: التي لا عمدة لها إلاّ الشهرة، فلو خلّي الإنسان و عقله و وهمه و حسّه، و لم يؤدّب، و لم يحصل له انفعال كرحمة و خجل و غير ذلك، لم يقض بها كالحكم بأنّ الظلم قبيح، و العدل حسن بخلاف الحكم بأنّ الكلّ أعظم من جزئه؛ فإنّه لا يتغيّر ما دام العقل على هيئته.
و أسباب الشهرة إمّا حقّيّة الشيء كقولنا: «الضدّان لا يجتمعان» أو المناسبة للحقّ مع المخالفة بقيد خفيّ، فهو مشهور مطلقا، و حقّ باعتبار القيد، كقولنا: «حكم الشيء حكم شبيهه مطلقا» فإذا قيّد بقولنا: «فيما هو شبهه» كان حقّا.
و إمّا اشتماله على مصلحة النظام كحسن العدل.
و إمّا اقتضاء الأخلاق و الانفعالات لها، كقولنا: «الذبّ عن الحرم واجب» و «إيذاء الحيوان لا لغرض قبيح» .
و إمّا لحصول الاستقراء كقولنا: «العلم بالمتقابلات واحد؛ لكونه بالمتضادّات و المتضايقات و غيرها كذلك» .
و اعلم أنّ المشهورات إمّا أن تكون عند الكلّ كقولنا: «الإحسان إلى الآباء حسن» أو عند الأكثرين كقولنا: «الإله واحد» ، أو عند طائفة كاستحالة التسلسل.
و الآراء المحمودة هي ما تقتضيها المصلحة العامّة أو الأخلاق الفاضلة، و هي الذائعات. و قد يتقابل المشهوران، كقولنا: «الحياة مؤثرة» باعتبار و «موت الشهداء مؤثر» باعتبار.
الثامن: الوهميّات الصرفة و هي: قضايا كاذبة يقضي بها الإنسان لمجرّد وهمه، قضاء شديد القوّة، و إذا كان حكم الوهم في المحسوسات، فهو حقّ؛ لكونه تابعا له، و إنّما يكذب في المعقولات الصرفة؛ فإنّه يحكم عليها بما يحكم على المحسوسات، كالحكم بأنّ كلّ موجود مشار إليه بالحسّ، و العقل يكذّبه في مثل هذه القضايا.
و الوهم يساعد العقل في إنتاج ما يناقض حكمه، فإذا تعدّيا إلى النتيجة، حكم
نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 199