responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 104

من غير أن يكون لتلك الفروض و الأحوال تدخّل في الاستلزام و التعاند، و عدمهما.

و لنزد هذا تحقيقا فنقول: الملازمة لا تتعلّق بشيء غير طبيعيّ المقدّم و التالي، فإن كان المقدّم بنفسه-من غير اقتران أمر آخر به-مقتضيا لوجود التالي معه-كالعلّة التامّة لمعلولها، و الكلّ لجزئه، و أحد المعلولين للآخر، و المعلول المساوي لعلّته-لا يتغيّر [1]عن طبيعته الموجبة لوجود التالي، بحسب اقتران الأمور و التقديرات و الأوقات بشرط أن لا يكون لتلك المقترنات تأثير في الاستلزام و مشاركة و ممانعة، سواء كانت تلك [2]الأمور موافقة له في طبيعته أو مضادّة أو مخالفة أو مناقضة، كان الاستلزام كلّيّا، و لم يكن لتعميم الأمور أثر في نفس الاستلزام سوي التنبيه على حصوله في جميع الصور كما كان الحصر في الحمليّات غير دالّ على نفس الجهة؛ بل إنّما يدلّ على حصول الجهة التي تقتضيها طبيعة الطرفين في جميع الأشخاص.

و أمّا إن كان المقدّم غير تامّ في إيجاب أن يوجد التالي معه، و إنّما يتمّ باقتران شيء به ممّا يمكن أن يقترن به و هو قبل الاقتران يمكن أن يكون صالحا لأن يقترن به ذلك الشيء و أن لا يقترن، كان استلزامه وحده جزئيا، و يصير مع ذلك المقترن كلّيّا، كما تقول: «قد يكون إذا كان هذا حيوانا فهو إنسان» ؛ فإنّ الحيوانيّة إنّما تستلزم الإنسانيّة عند اقتران الناطق به.

و اشترطنا في مقدّم الجزئي صلاحية الاقتران بما يفرض اقترانه به، و في المقترن أن يكون ممّا يمكن أن يقترن به؛ لئلاّ يتوهّم أنّ قولنا: «إن كان هذا إنسانا، فهو حيوان» جزئي؛ لأنّه [3]إذا فرض اقتران اللاحيوانيّة به، لم يكن حيوانا، و ذلك يقتضي أن يكون استلزام الإنسانيّة للحيوانيّة في بعض الأحوال، و هي حال عدم اقتران اللا حيوانيّة به دون اقترانها به؛ فإنّ [4]الإنسانيّة غير صالحة لهذا الاقتران، و لا هذا


[1] . الظاهر أنّ هذا جواب الشرط و قوله: «كان الاستلزام» جواب بعد جواب. و يحتمل كون هذا جملة حالية و ذلك جوابا.

[2] . في «م» : لتلك. و عليه يكون قوله: «موافقة» و نظائره، مصادر.

[3] . هذا تعليل لتوهّم الجزئيّة أي تعليل للمنفي.

[4] . هذا تعليل لدفع التوهّم أي تعليل للنفي.

نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست