responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سفینة البحار و مدینة الحکم و الآثار نویسنده : القمي، الشيخ عباس    جلد : 1  صفحه : 28

«أَ فَلاٰ يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ» [1] .

إعلم انّ للإبل خواص:

منها أنّه يؤكل لحمه [2]،و يشرب لبنه،و يحمل الإنسان في الأسفار،و ينقل أمتعة الإنسان من بلد الى بلد،و يكون به زينة و جمال،و هذه الخصال لا تجتمع في غيره،و في كلّ واحد من هذه الخصال أفضل من الحيوان الذي لا يوجد فيه الاّ هذه الخصلة،لأنّها إن جعلت حلوبة أروت الكثير،و إن جعلت أكولة أطعمت و أشبعت الكثير،و إن جعلت ركوبة أمكن أن يقطع بها من المسافة البعيدة ما لا يمكن قطعه بحيوان آخر،و ذلك لما ركّب فيها من القوّة على مداومته في السير،و الصبر على العطش،و الإجتزاء من العلوفات بما لا يجتزي به حيوان آخر،و إن جعلت حمولة استقلّت بحمل الأحمال الثقيلة التي لا يستقل بها سواها،و منها أنّه كان أعظم الحيوانات في قلوب العرب،و لذلك جعلوا ديّة قتل الإنسان إبلا،و قال تعالى: «وَ لَكُمْ فِيهٰا جَمٰالٌ» [3]،و منها أنّه مع كونه في غاية القوّة على العمل،مباين لغيره في الانقياد و الطاعة لأضعف الحيوانات كالصبيّ؛ و يحكى أن فأرة أخذت بزمام ناقة فأخذت تجرّها و هي تتبعها حتّى دخلت الجحر، فجرّت الزمام و بركت الناقة،فجرّت فقرّبت فمها من جحر الفأر؛فإن قيل:الفيل أعظم من الإبل في الأعجوبة،فلم لم يأمر اللّه تعالى بالتأمل في خلقته و أمر بالتأمل في خلقة الإبل؟فالجواب انّ العرب من أعرف الناس بأحوال الإبل في صحتها و سقمها و منافعها و مضارّها دون الفيل،فلذلك أمر بالتأمل فيها.

قال الدميري:و الإبل من الحيوان العجيب و إن كان عجبها سقط من أعين الناس لكثرة رؤيتهم لها،و هو انه حيوان عظيم الجسم شديد الانقياد،ينهض بالحمل


[1] سورة الغاشية/الآية 17.

[2] الإبل بكسرتين لا واحد لها من لفظها،و هي مؤنثة لأن أسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها إذا كان لغير الآدميين فالتأنيث لها لازم(مجمع البحرين5/)و على هذا فالموارد التي ذكرت فيها الإبل في هذا النصّ ينبغي تأنيثها.

[3] سورة النحل/الآية 6.

نام کتاب : سفینة البحار و مدینة الحکم و الآثار نویسنده : القمي، الشيخ عباس    جلد : 1  صفحه : 28
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست