responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العروة الوثقی فیما تعم به البلوی (المحشّٰی) نویسنده : الطباطبائي اليزدي، السيد محمد كاظم    جلد : 4  صفحه : 98

[الأوّل و الثانی: الفقیر و المسکین]

اشارة

الأوّل و الثانی: الفقیر و المسکین، و الثانی أسوء حالًا [1] من الأوّل،



[1] من الکلمات الشائعة أنّ الفقیر و المسکین کالجارّ و الظرف إذا اجتمعا افترقا و إذا افترقا اجتمعا، و قد اجتمعا فی آیة الزکاة إِنَّمَا الصَّدَقٰاتُ لِلْفُقَرٰاءِ وَ الْمَسٰاکِینِ و افترقا فی آیة الخمس وَ اعْلَمُوا أَنَّمٰا غَنِمْتُمْ مِنْ شَیْ‌ءٍ .. وَ الْمَسٰاکِینِ وَ ابْنِ السَّبِیلِ و فی آیة الکفّارة. و افترق الفقراء عن المساکین فی قوله تعالی یٰا أَیُّهَا النّٰاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرٰاءُ و خلاصة التحقیق فی هذا الموضوع: أنّ أصل الفقر هو الحاجة و أصل المسکین من المسکنة و هی الذلّة و هما یرجعان فی المآل إلی مفهوم واحد لأنّ الذلیل محتاج و المحتاج ذلیل، فالحاجة هی القدر الجامع فإذا استعمل أحدهما وحده بدون الآخر یراد منه القدر الجامع الشامل لهما، و إذا استعملا معاً فی جملة واحدة یراد من المسکین نوعاً خاصّاً من المحتاج و هو الّذی اشتدّت الحاجة به حتّی ألجأته إلی ذلّ السؤال و هو فوق ذلّ الحاجة و بهذا الاعتبار صار المسکین أخصّ مطلقاً من الفقیر و هو أسوء حالًا منه أی من الفقیر کیف و أکثر الفقراء لا یسألون بل یتعفّفون عن إظهار الحاجة و یحسبهم الجاهل أغنیاء بل کثیر من الفقراء واقعاً هم أغنیاء عرفاً کأولاد الملوک و الأُمراء و أرباب النعمة و الثراء الذین لا یملکون شیئاً لأنفسهم و لکنهم یتمتّعون بأوفر النعم و بأکثر ممّا یتمتّع به آباؤهم و استعمال أحد اللفظین فیما یعمّ الآخر لیس علی سبیل المجاز الّذی لا یصحّ إلّا بالقرینة بل استعمال المسکین بعد الفقیر و مقترناً به کالقرینة العامّة علی أنّ المراد بالمسکین نوع خاصّ من الفقیر و هو المتسوّل و السائل أمّا إذا انفرد المسکین فلا یراد منه إلّا المعنی العامّ و هو الفقیر أی المحتاج، کما فی قوله تعالی أَمَّا السَّفِینَةُ فَکٰانَتْ لِمَسٰاکِینَ یَعْمَلُونَ فِی الْبَحْرِ. و بعبارة أجلی أنّ الفقر هو الإمکان و کلّ ممکن محتاج و فقیر. یا أیّها الناس أنتم الفقراء و اللّٰه هو الغنیّ. و هذا تحقیق أنیق و لعلّه قلیل الجدوی. (کاشف الغطاء).
نام کتاب : العروة الوثقی فیما تعم به البلوی (المحشّٰی) نویسنده : الطباطبائي اليزدي، السيد محمد كاظم    جلد : 4  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست