responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : يسئلونك عن... نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 187

وهناك آراء أخرى يؤدي ذكرها إلى إطالة البحث، وسوف نلاحظ أن مبتكر النظرية الثالثة أي (أبو الكلام آزاد) استفاد من هذا اللقب كثيراً في إثبات نظريته.

ب) يستفاد من القرآن الكريم جيداً أنّ ذا القرنين كان يتمتع بصفات استثنائية منها:

1. إنّ الله هيّأ أسباب النصر بين يديه.

2. إنّه قام بثلاث حملات هامة أولاها نحو الغرب، والثانية نحو الشرق، والأخيرة نحو منطقة تضمّ مضيقاً جبلياً، وصادف أثناء أسفاره أقواماً متعددين، ورد ذكر صفاتهم في تفسير الآيات.

3. إنّ ذا القرنين كان مؤمناً موحِّداً وشفيقاً ورحيماً، لم ينحرف عن جادة العدل والصواب، فكان مؤيَّداً بالألطاف الإلهيّة الخاصة، وكان عوناً للمحسنين وخصماً للظالمين والمستبدين، ولم يكن متعلقاً بأي مال أو ثروة في الدنيا.

4. كان مؤمناً بالله وباليوم الآخر.

5. أشاد أعظم وأهم السدود، واستخدم في بنائه الحديد والنحاس بدل الحجارة واللبن، وكل ما استخدم من مواد للبناء كان منبثقاً عن هذه المواد، وكان هدفه من بناء هذا السد مساعدة قوم مستضعفين في مقابل ظلم يأجوج ومأجوج.

كان اسمه قبل نزول القرآن معروفاً بين مجموعة من الأقوام والناس، ولهذا سألت قريش أو اليهود رسول الله صلى الله عليه وآله عنه كما ذكر القرآن الكريم: يَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ).

ولكن ليس هناك ما يدلّ صراحة في القرآن الكريم على أنّه كان نبيّاً، مع أنّ بعض التعبيرات القرآنية تُشعِر بذلك كما مرّ في تفسير الآيات السابقة.

وقد نقل في كثير من الروايات الإسلاميّة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وأئمّة أهل‌البيت (عليهم السلام) أنّه لم يكن نبيّاً، بل كان عبداً صالحاً (2).

ج) أصل القول الثالث‌ في أنّ ذا القرنين هو كوروش الكبير قائم على مبدأين:

الأول: إنّ من سأل رسول الله صلى الله عليه وآله حول هذا الموضوع، بناء على الروايات التي جاءت في شأن نزول هذه الآيات، كانوا يهوداً أو كانوا من قريش بتحريض من اليهود، ولهذا يجب البحث عن أصل هذا الموضوع في كتب اليهود، ومن كتبهم المعروفة كتاب (دانيال) حيث نقرأ في الفصل الثامن:

(حينما ملك (بل شصّر) عُرضت لي وأنا دانيال رؤيا بعد الرؤيا الأولى التي شاهدتها، وذلك حينما كنت أسكن قصر (شوشان) في بلاد (عيلام) فقد رأيت وأنا في المنام بأنّي على مقربة من نهر (أولاي)، وأن كبشاً يقف قرب النهر وكان له قرنان طويلان، ووجدته يضرب بقرنيه غرباً وشمالًا وجنوباً، ولم يتقدم أحدٌ أمامه، ولأنّه لم يكن يوجد أمامه أحد، ولهذا فإنّه كان يتصرف وفقاً لما يريد، وكان يكبر) (3).

وبعد ذلك نقل في هذا الكتاب عن دانيال أنّه تجلّى جبرئيل له، وعبَّر رؤياه كما يلي:

إنّ الكبش ذا القرنين الذي رأيته فإنّه من ملوك المدائن وفارس أو ملوك ماد وفارس‌

. وقد استبشر اليهود من رؤيا دانيال أنّ أسرهم سوف ينتهي مع ظهور أحد ملوك ماد وفارس وانتصاره على ملوك (بابل) وسوف يؤدي ذلك إلى تحريرهم من قبضة البابليين.

ولم تمضِ مدّة حتى ظهر كوروش على مسرح الحكم في إيران، وسيطر على بلاد ماد وفارس، وشكّل ملكاً عظيماً امتدّ، كما ورد في رؤيا دانيال، إلى الغرب والشرق والجنوب، مثل قرني ذلك الكبش في ثلاث جهات العالم بالفتوحات الكبيرة، وقد حرر اليهود وسمح بعودتهم إلى فلسطين.

واللافت أننا نقرأ في (التوراة) من كتاب (اشعيا) الفصل 44 الرقم 28 ما يلي:

نام کتاب : يسئلونك عن... نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 187
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست