responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 99

يقول جلال الدّين السيوطي في كتابه‌ «تدريب الراوي»:

«إنّ أمير المؤمنين وبعض تلامذته خلّفوا بعض المكاتيب عنهم، أمّا الصحابة الأوّلون والتابعين فقد اختلفوا اختلافاً كبيراً في مسألة كتابة العلم وتدوينه، فذهب بعض إلى عدم جوازه، وذهب آخرون إلى جوازه وكتبوا بعضاً منه، ومن هذه الفئة الثانية عليّ عليه السلام وابنه الحسن عليه السلام وجابر» [1].

من هنا لابدّ من القول إنّ أول من قام بتدوين كتابٍ فقهيّ ودينيّ هو أميرالمؤمنين عليّ عليه السلام.

والملفت للنظر أنّ حركة الإمام هذه لا تختصّ بزمان ما بعد رحلة الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله بل كان الإمام عليه السلام في زمان حياة الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله أيضاً يجلس عند النبيّ وينهل من علمه ويقتبس من معارفه، وقد كان يكتب الكثير منها، وقد أورد الشيخ الكليني بسند معتبر عن الإمام عليّ عليه السلام أنّه قال: «... وقد كنت أدخل على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله كلّ يوم دخلةً وكلّ ليلة دخلة فيخليني فيها أدور معه حيث دار، وقد علم أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أنّه لم يصنع ذلك بأحد من الناس غيري ... فما نزلت على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله آية من القرآن إلّاأقرأنيها وأملاها عليَّ فكتبتها بخطّي وعلّمني تأويلها وتفسيرها وناسخها ومنسوخها، ومحكمها ومتشابهها، وخاصّها وعامّها، ودعا اللَّه أن يعطيني فهمها وحفظها، فما نسيت آية من كتاب اللَّه ولا علماً أملاه عليَّ وكتبته، منذ دعا اللَّه لي بما دعا ...» [2].

على هذا الأساس، فما ورد من روايات المعصومين من كتب أميرالمؤمنين عليه السلام باسم: الجامعة، كتب عليّ، الصحيفة، كلّها حصيلة هذه المجالس الخاصّة التي كان أميرالمؤمنين عليه السلام يحضرها عند رسول اللَّه صلى الله عليه و آله.

ويقول النجاشي في شرح حال محمّد بن عذافر الصيرفي أنّه نقل عن أبيه أنّه قال: «كنت مع الحكم بن عتيبة عند أبي جعفر (الإمام باقر عليه السلام) فجعل يسأله وكان أبو جعفر له مكرماً، فاختلفا في شي‌ء فقال أبو جعفر: يا بنيّ قم فأخرج كتاب عليّ عليه السلام، فأخرج كتاباً مدروجاً عظيماً، ففتحه وجعل ينظر، حتى أخرج المسألة، فقال أبوجعفر: (هذا خط عليّ عليه السلام وإملاء رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وأقبل الحَكَم وقال: يا أبامحمّد! إذهب أنت وسلمة بن كهيل وأبوالمقدام حيث شئتم يميناً وشمالًا، فواللَّه لا تجدنّ العلم أوثق منه عند قوم ينزل‌


[1]. تدريب الراوي، ج 2، ص 65.

[2]. الكافي، ج 1، ص 64، ح 1.

نام کتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 99
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست