عليهم جبرئيل عليه السلام» [1].

وكذلك يوجد كتاب آخر للإمام عليّ عليه السلام باسم‌ الصحيفة، الذي يحتوي على أحكام كثيرة في مسائل القصاص والديات‌ [2].

وينقل البخاري أيضاً في صحيحه، في باب «كتابة العلم» عن أبي جحيفة قال: «فقلت لعليّ عليه السلام: هل عندكم كتاب؟ قال: لا إلّاكتاب اللَّه، أو فهم أُعطيه رجلًا مسلماً، أو ما في هذه الصحيفة. قال: قلت: وما في هذه الصحيفة؟

قال: العقل، وفكاك الأسير ولا يقتل مسلم بكافر» [3].

وبالرغم من أننا نعتقد بوجود كتاب آخر للإمام غير هذه الصحيفة يسمى‌ الجامعة، الذي يعتبر أحد المراجع العلمية للأئمّة المعصومين عليهم السلام، وقد وردت في الصحيفة أيضاً أحكام كثيرة في مسائل القصاص والديات، ولكن على أيّة حال فإنّ نقل هذه المسألة بواسطة البخاري يبيّن بصورة جلية أنّ الإمام عليّ عليه السلام كان يملك صحيفة قد كتب فيها بعض الأحكام الإلهيّة.

ونظراً لاهتمام أهل البيت عليهم السلام بتدوين الكتاب، فإنّ أصحابهم وأتباعهم أيضاً قد كتبوا كتباً وتصانيف عديدة في الفقه والمسائل الشرعية، ومن تلامذة الإمام عليّ عليه السلام في هذه المرحلة الذين ألّفوا كتباً في هذا المجال:

1. أبورافع الصحابي‌

كان أبورافع مولىً لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله ومن خواصّ أميرالمؤمنين عليه السلام، وقد ألّف كتاباً باسم‌ «السنن والأحكام والقضايا» [4]. ويستفاد من كلام النجاشيّ أنّه يشمل على أبواب الصلاة والصيام والحج والزكاة والقضاء.

2. عليّ بن أبي رافع‌

وهو كاتب أميرالمؤمنين عليه السلام ومن أفضل أصحابه، وقد ألّف كتاباً في مواضيع فقهيّة مختلفة من قبيل الوضوء، الصلاة، وسائر أبواب الفقه‌ [5].

3. عبيداللَّه بن أبي‌رافع‌

وحسب نقل الشيخ الطوسيّ أنّه ألّف كتاباً في قضاء أميرالمؤمنين عليه السلام‌ [6].

4. ربيعة بن سميع‌

وقد ذكره النجاشيّ عند ذكره للطبقة الأولى من كتّاب الحديث، وأنّ ربيعة بن سميع، جمع كتاباً عن أميرالمؤمنين عليه السلام يتحدّث فيه عن زكاة البقر والإبل والغنم‌ [7].

وكان الأئمّة الطاهرون بعد الإمام عليّ عليه السلام وإلى زمان الإمام الباقر عليه السلام، يعيشون التحدّيات الصعبة والضغوط الشديدة التي يفرضها الواقع السياسيّ عليهم، ومن هذه الجهة لم ينقل عنهم ولا عن أصحابهم كتاباً

[1]. رجال النجاشى، شرح حال العدد 966. المرحوم الشيخ الصدوق في كتاب الأمالي، المجلس 66، وقسم من الروايات التي ذكرت في كتاب عليّ؛ ويشتمل على كثير من الآداب والسنن وأحكام الحلال والحرام في ما يقرب 300 سطراً، والمرحوم الصدوق نقل عن هذا القسم بسنده عن الإمام الصادق عليه السلام عن آبائه (عليهم السلام). وقال الإمام الصادق عليه السلام في نهاية هذه الروايات: «إنّه جمع هذا الحديث من الكتاب الذي هو إملاء رسول اللَّه وخط علي بن أبي طالب عليه السلام».

[2]. جمع المرحوم آية اللَّه أحمدي الميانجي، أسماء مختلفة لهذا كتاب وما يحتويه. (مكاتيب الرسول، ج 2، ص 5-/ 302).

[3]. صحيح البخاري، ج 1، ص 36، باب كتابة العلم، ح 1.

[4]. رجال النجاشي، ج 1، ص 65، الرقم 1؛ أعيان الشيعة، ج 1، ص 123.

[5]. رجال النجاشي، ج 1، ص 65،/ الرقم 1.

[6]. الفهرست للشيخ الطوسي، الرقم 441.

[7]. الفهرست للنجاشي، الرقم 2.