responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإدارة و القيادة في الإسلام نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 157

استدعت الضرورة وكان هذا التغيير يصب في دائرة حفظ الأهداف الكلية للنظام، فإنّه لا ينبغي التقصير في تقديم الشكر والتقدير للقائد السابق لخدماته الجليلة.

وهنا نرى من المناسب استعراض كتاب أميرالمؤمنين الإمام علي عليه السلام لواليه على البحرين «عمر بن أبي سلمة المخزومي» حيث ذكر فيها توصيات ونصائح مهمة في هذا الموضوع:

«أَمَّا بَعْدُ، فَإنِّي قَدْ وَلَّيْتُ نُعْمَانَ بْنَ عَجْلَانَ الزُّرَقِيَّ عَلَى الْبَحْرَيْنِ، وَنَزَعْتُ يَدَكَ بِلَاذَمٍّ لَكَ، وَلَا تَثْريبٍ عَلَيْكَ؛ فَلَقَدْ أَحْسَنْتَ الْوِلَايَةَ، وَأَدَّيْتَ الْأَمَانَةَ، فَأَقْبِلْ غَيْرَ ظَنِينٍ، وَلَا مَلُومٍ، ولَا مُتَّهَمٍ، وَلَا مَأْثُومٍ، فَلَقَدْ أَرَدْتُ الْمَسيرَ إِلَى ظَلَمَةِ أَهْلِ الشَّامِ، وَأَحْبَبْتُ أَنْ تَشْهَدَ مَعِي، فَإِنَّكَ مِمَّنْ أَسْتَظْهِرُ بِهِ عَلَى جِهَادِ الْعَدُوِّ، وَإِقَامَةِ عَمُودِ الدِّينِ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ» [1].

7- توصيات خاصّة لإحياء القادة الشهداء

إنّ إحياء ذكرى الشهداء وإقامة محافل لتجليلهم لا يمثّل عبادة كبيرة واعترافاً منّا بحقوقهم وتضحياتهم والتعاطف معهم فحسب، بل له تأثير كبير في تقوية معنويات الآخرين وشحذ هممهم.

وبالإمكان الاستلهام في هذا المورد من كلمات الإمام علي عليه السلام التي تجسد لنا النموذج الأفضل للقدوة الصالحة في تجليل القادة الشهداء، فقد كتب الإمام عليه السلام بعد استشهاد واليه «محمد بن أبي بكر» كتاباً إلى «عبداللَّه بن عباس» جاء فيه:

«أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ مِصْرَ قَدِ افْتُتِحَتْ، وَ مُحَمَّدُ بْنُ أبِي‌بَكْرٍ- رَحِمَهُ‌اللَّهُ- قَدِ اسْتُشْهِدَ، فَعِنْدَ اللَّهِ نَحْتَسِبُهُ وَلَداً نَاصِحاً، وَعَامِلًا كَادِحاً، وَسَيْفاً قَاطِعاً، وَ رُكْناً دافِعاً. وَقَدْ كُنْتُ حَثَثْتُ النَّاسَ عَلَى لَحَاقِهِ، وَأَمرْتُهُمْ بِغِيَاثهِ قَبْلَ الْوَقْعَةِ، وَدَعَوْتُهُمْ سِرّاً وَجَهْراً، وَعَوْداً وَبَدْءاً، فَمِنْهُمُ الآتِي كَارِهاً، وَمِنْهُمُ الْمُعْتَلُّ كَاذِباً، وَ مِنْهُمْ الْقَاعِدُ خَاذِلًا. أَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَجْعَلَ لِي مِنْهُمْ فَرَجَاً عَاجِلًا؛ فَوَاللَّهِ لَوْلَا طَمَعِي عِنْدَ لِقَائِي عَدُوِّي فِي‌


[1]. نهج‌البلاغة، الرسالة 42.

نام کتاب : الإدارة و القيادة في الإسلام نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 157
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست