responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإدارة و القيادة في الإسلام نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 136

علاقته مع الناس بشكل كامل، ويتسلم الأخبار عن طريق مستشاريه والمخبرين فقط، فربّما يخطأ هذا المستشار أو المخبر، وكذلك ربّما يضيف إلى الخبر رأيه الشخصي ولا يمحض النصيحة أو ينقل الخبر بشكل شفاف.

على أيّة حال، الإرتباط المباشر مع الناس من شأنه زيادة المحبّة والمودّة في القلوب، وكذلك بإمكانه تعبئة الرأي العام للمساهمة في تحقيق الأهداف وانجاز المطلوب، ومن جهة ثالثة سيتيح للمدير والقائد الحصول على المعلومات والأخبار الواقعية ومن دون رتوش.

ويتحدث القرآن الكريم عن النبي إبراهيم عليه السلام عندما وصل أرض مكة ومعه زوجته وابنه واسكنهما في هذه الأرض القاحلة، حيث رفع يديه للدعاء بعدّة كلمات ذات أهمية خاصة فقال:

«رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنْ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنْ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ» [1].

هنا نرى أنّ أول طلب لإبراهيم عليه السلام أن يجعل اللَّه تعالى قلوب الناس تهوي إلى ذريّته ليتمكنوا من حماية هذا الحرم الإلهي الآمن ويقيموا الصلاة فيه، أي أن يقيموا بأنفسهم الصلاة ويدعوا الآخرين إلى إقامة هذه العبادة المهمّة، وأساساً فإنّ أهم قاعدة يستند إليها المدراء والقادة والامراء تتمثّل في الجمهور، والقاعدة الشعبية، فلو تحقق ذلك فإنّ الأعمال والمشاريع ستنجز بسهولة ويسر، وإلّا فإنّ سعي المدراء والامراء سيكون قليل الأثر والنتيجة.

والطريق لكسب تعاطف الناس، مضافاً إلى ما تقدم ذكره، أن يتعامل المدير أو القائد معهم من موقع الصدق والاحسان والإخلاص لهم.

يقول القرآن الكريم:

«إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمْ الرَّحْمَنُ وُدّاً» [2].

وخلاصة الكلام أنّ الامتداد الجماهيري والرصيد الشعبي وتأييد الناس يمنح الإدارة


[1]. سورة البقرة، الآية 37.

[2]. سورة مريم، الآية 96.

نام کتاب : الإدارة و القيادة في الإسلام نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 136
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست