responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإدارة و القيادة في الإسلام نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 137

والقيادة زخماً كبيراً وقوة عجيبة في تحقيق المطلوب، والطريق للحصول على هذا الرصيد الشعبي هو أن يقوم الإنسان بتقديم خدمة خالصة للناس ويتعامل معهم بصدق واخلاص.

14- الالتزام بالأصول والضوابط

ويمكن القول إنّ هذا الأصل يعتبر من أهم الأصول والشروط التي لابدّ من توفرها في المدير والقائد، وبالعكس «تقديم الروابط على الضوابط» يعتبر من أهم آفات الإدارة.

صحيح أنّ التقيد ب «الضوابط» وعدم الاعتناء بسيادة «الروابط» من شأنه أن يثير مشاكل كثيرة وخاصة في المجتمعات التي تسود فيها الروابط والعلاقات الشخصية على حساب المعايير والضوابط الأصولية ويتمّ التضحية عادة بالضوابط على عتبة تلك الروابط الفئوية أو العائلية، ولكن إذا تمّ تقبل المشاكل الناشئة من ذلك في مدّة قصيرة فستتبيّن نتائجها الإيجابية ومعطياتها الكثيرة في مدّة طويلة على الأمد البعيد.

وأساساً فإنّ أيّة مؤسسة وتشكيلة لاتحكّم في أعمالها الضوابط والقانون فلا تستحق اسم المؤسسة أو الإدارة، ولايستحق من يقوم على رأسها ويتولى أمورها اسم المدير والقائد.

إنّ المصادر التاريخية في الإسلام زاخرة بالأسناد والوثائق الحيّة التي تشير إلى أنّ قادة الإسلام كانوا يتحركون في عملهم وفي إدارتهم للأمور من موقع حفظ الضوابط وكانوا مستعدين لسحق الروابط لحساب الضوابط.

وقد سمعنا جميعاً بقصة عقيل و «الحديدة المحماة» كما ورد في نهج البلاغة، فقد جاء «عقيل» إلى أخيه أميرالمؤمنين الإمام علي عليه السلام وطلب منه أن يضيف له شيئاً من عطاء من بيت المال (ولعله لم يكن يريد أكثر من كيلوين من القمح لكل يوم).

ولكن الإمام علي عليه السلام ومن أجل حفظ الأصول والالتزام بالضوابط لم يرفض طلب أخيه فحسب، بل علمه درساً لا يمكن للتاريخ نسيانه أبداً.

فقد أحمى له حديدة في النار، وعندما احمرت هذه الحديدة من شدّة الحرارة أدناها من يد أخيه (الذي كان أعمى في ذلك الوقت) وفجأة صرخ عقيل من الألم، فقال له الإمام عليه السلام:

نام کتاب : الإدارة و القيادة في الإسلام نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 137
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست