responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإدارة و القيادة في الإسلام نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 127

إنّ «الإدارة» حالها في التعقيد حال «القيادة العسكرية»، ونعلم أنّه كلما ازداد التعقيد في العمل فإنّ المشكلات والآفات ستزداد معها، ولهذا السبب ينبغي على المدراء والقادة أن يتمتعوا بأعصاب قوية وسعة صدر ومثابرة واستعداد كامل لمواجهة التحديات الصعبة التي يفرضها الواقع.

وقد سمعنا غالباً الحديث المعروف: «آلَةُ الرِّئاسةِ سَعَةُ الصَّدْرِ» [1].

والنقطة الجديرة بالاهتمام هنا أنّ الكثير من الروايات الإسلامية تقرن بين «العلم» و «الحلم» بوصفهما عاملين لنيل التوفيق والنجاح في حركة الحياة، وليس الحلم سوى «سعة الصدر» وزيادة التحمل والتعامل مع المشكلات والأزمات بروح متأنية.

ونقرأ في حديث عن النبي الأكرم صلى الله عليه و آله أنّه قال: «مَا جُمِعَ شي‌ءٌ أفضل مِنْ حِلمٍ إِلى عِلمٍ» [2].

ونقرأ في حديث آخر عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «كَفى‌ بِالعِلمِ ناصِراً» [3].

وتتبيّن أهمية هذه الصفة من خلال معرفة النقطة المقابلة لها، فالنقطة المقابلة لسعة الصدر والحلم هي «ضيق النظر» و «الاضطراب» و «التعسير» و «الحقد» وهي من الآثار السلبية الوخيمة في أمر الإدارة والقيادة والتي لا تخفى على أحد.

إنّ سعة صدر النبي الأكرم صلى الله عليه و آله والأئمّة المعصومين عليهم السلام وانفتاحهم على التحديات وتحملهم للواقع الصعب تمثّل نموذجاً حيّاً يقتدي به المدراء والقادة ويكون لهم النبي الأكرم صلى الله عليه و آله والأئمّة المعصومون عليهم السلام أسوة وقدوة في هذا المجال.

عندما اصيب النبي الأكرم صلى الله عليه و آله في معركة احد وأخذ الدم يسيل من جبينه وأسنانه المباركة، فإنّه لم يفقد زمام سيطرته على أعصابه وأخذ يدعو لقومه الجهلاء: «اللَّهُمَّ اهْدِ قومي فإنَّهُم لايَعلَمونَ» [4]. وسعة الصدر هذه عجيبة.


[1]. نهج البلاغة، الكلمات القصار، 176.

[2]. سفينة البحار، ج 1، ص 300 مادة «حلم».

[3]. المصدر السابق.

[4]. بحارالانوار، ج 11، ص 298 و ج 20، ص 21 و ج 21، ص 119، ح 17.

نام کتاب : الإدارة و القيادة في الإسلام نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 127
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست