responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإدارة و القيادة في الإسلام نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 128

أمّا خليفته بالحق الإمام علي عليه السلام فإنّه عندما ورد شريعة الفرات‌ [1] في معركة «صفّين» وانتزعها من المعتدين «بني اميّة»، أمر أن يكون الماء مباحاً للجميع ولم يقبل أبداً باقتراح بعض الحاضرين الذي كان يرى ضرورة منع معاوية وجيشه من الماء، كما كان معاوية قد فعل ذلك عندما سيطر جيشه في بداية الأمر على نهر الفرات.

إنّ هذا الافق المفتوح وسعة الصدر مؤثرة في نجاح عمل المدير والقائد إلى درجة أنّها تستطيع تحويل العدو الغاشم إلى الصديق ودود، كما تقول الآية الشريفة:

«فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِىٌّ حَمِيمٌ» [2].

9- العشق للعمل‌

لايستطيع أي شخص أن يكون مديراً أو قائداً ناجحاً إلّابعد أن يعيش حالة العشق لعمله.

إنّ الأشخاص الذين يتحركون في عملهم على أساس من «المسؤولية المحضة»، أو لغرض التخلص من اعتراض الناس وتوبيخ «المقامات العليا» يشبهون المرضعة التي ترضع الطفل بلبنها في مقابل أخذ الاجرة وتتولى مسؤولية «إطعام» أو «تربية» الطفل، ولكنّ الأشخاص الذين يتحركون في عملهم وأداء واجباتهم من موقع العشق، فهم كالام في علاقتها بطفلها.

ونعلم أنّ آلاف المرضعات لا يمكن أن يصبحن كالام، لأنّ الام تعيش العشق والتحرق على وليدها، وتلك تؤدي وظيفتها بقلب بارد وفارغ من العاطفة والاحساس.

وهذا بالضبط يمثّل أهم فارق بين الإدارة الغربية والإدارة الإسلامية.

وبعبارة أخرى، يجب إثارة الدوافع والمحفزات لدى‌ المدراء والقادة أكثر من إثارة الحوافز في نفوس الموظفين العاملين في الدائرة، ونعلم أنّ أقوى المؤثرات والحوافز هو «العشق»، والعشق الذي ينبعث من الإيمان والتدين يكون أقوى وأعمق من جميع المؤثرات الأخرى وأكثرها إيجابية.


[1]. «شريعة» بمعنى طريق الماء، لأنّ الشريعة تكون إلى جانب الأنهار الكبيرة حيث تغمر المياه الأراضي المجاورة المنخفضة، ولا يمكن الحصول على الماء منها إلّابالنزول إلى‌ هذا الطريق.

[2]. سورة فصلت، الآية 34.

نام کتاب : الإدارة و القيادة في الإسلام نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 128
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست