تأثير «الوراثة» في بناء شخصية الإنسان وكونها عاملًا مهماً في صياغة شخصيته.

وفي القرآن الكريم والروايات والزيارات إشارات كثيرة إلى هذا المعنى، ونقرأ في سورة نوح أنّ هذا النبي العظيم عندما سأل اللَّه تعالى إنزال العذاب على المشركين استند في دعائه وطلبه إلى هذا الدليل:

«إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِراً كَفَّاراً» [1].

ونقرأ في زيارة الإمام الحسين عليه السلام المعروفة:

«أَشهَدُ أَنَّكَ كُنتَ نُوراً فِي الأصلابِ الشَّامِخَةِ، والأرحَامِ المُطَهَّرَةِ لَمْ تُنَجِّسْكَ الجَاهِلِيَّةُ بِأَنجاسِها» [2].

وقد ذكر المؤرخون أنّ الإمام الحسين عليه السلام خطب الناس في دار أمير المدينة «الوليد» والي حكومة بني اميّة، وقال:

«إنّا أَهلُ بَيتِ النّبُوّة، وَمَعدَنِ الرّسالَةِ، وَمُختَلفِ المَلائِكَةِ» [3].

وهذا المعنى نقرأه بوضوح أكثر في عهد مالك الأشتر رحمه الله عندما تحدث أميرالمؤمنين عليه السلام عن شروط القادة وقال:

«ثُمَّ الْصَقْ بِذَوِي الْمُروءَاتِ وَ الْأَحْسَابِ وَ أَهْلِ الْبُيُوتَاتِ الصَّالِحَة وَ السَّوَابِقِ الْحَسَنَةِ» [4].

بل ورد في الروايات الإسلامية أنّ طعام الام ولبنها دخيلان في تشكيل النواة الاولى من شخصية الطفل.

على أيّة حال يجب انتخاب المدراء والقادة مهما أمكن من الاسر التي تتمتع بوراثة صالحة.

8- سعة الصدر

[1]. سورة نوح، الآية 27.

[2]. مفاتيح الجنان، زيارة وارث.

[3]. مقتل الحسين، عبدالرزاق المقرّم.

[4]. نهج البلاغة، الرسالة 53.