responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإدارة و القيادة في الإسلام نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 105

وما أروع ما قاله الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام في شأن المؤمنين المتقين في خطبة «همام» المعروفة:

«إِذَا زُكِّيَ أَحَدٌ مِنْهُمْ خَافَ مِمَّا يُقَالُ لَهُ، فَيَقُولُ: أَنَا أَعْلَمُ بِنَفْسِي مِنْ غَيْرِي، وَ رَبِّي أَعْلَمُ بِي مِنِّي بِنَفْسِي! اللَّهُمَّ لَا تُؤَاخِذْنِي بِما يَقُولُونَ، وَ اجْعَلْنِي أَفْضَلَ مِمَّا يَظُنُّونَ، وَاغْفِرْ لي مَا لَا يَعْلَمُونَ!» [1].

أجل، إنّ أولياء اللَّه يمتعضون ويستاؤون من التملّق والمدح، ويرون في المدح المقرون بالتملق من العيوب الأخلاقية أيضاً، وفي ذات الوقت لا يسكتون في مقابل القول الباطل والسلوك المذل المنافي لعزة الإنسان وشرفه، فلو ارتكب شخص مثل هذا العمل المنافي للأخلاق فإنّهم يسارعون لتوبيخه ولومه.

يقال: إنّ أحد الأعراب جاء إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ليسأله العطاء وأخذ يتملق له في حديثه قائلًا: ألست ابن خير الامهات والآباء، ألست من حيث الأبناء أكثر شرفاً! وكنت أكرم من الجميع في أيّام الجاهلية، والآن في الإسلام أنت زعيمنا وقائدنا ...

فغضب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله من هذا الكلام الملي‌ء بالتملق والتزلف وقال لذلك الأعرابي متسائلًا: «كَمْ دونَ لِسَانِك مِنْ حِجابٍ؟».

فأجاب: إثْنَانِ: شَفَتانِ وَأسْنَان.

فقال صلى الله عليه و آله: «فَما كان في أحَدِ هذَيْنِ مَا يَرُدُّ عَنّا غَرْبَ لِسَانِكَ هذا! أما إنّه لَمْ‌يُعْطَ أحَدٌ في دُنْياهُ شَيْئاً هُوَ أضَرُّ لَهُ فِي آخِرَتِهِ مِنْ طَلَاقَةِ لِسَانِهِ» «في مسير الباطل».

وبعد ذلك ومن أجل إسكات هذا الرجل وغلق هذه الصفحة قال النبي الأكرم صلى الله عليه و آله للإمام علي عليه السلام: «يَا عَلِيُّ قُمْ فَاقْطَعْ لِسَانَهُ!» فقام الإمام وأخذ الرجل معه وتحركا بعيداً فأعطاه الإمام بعض الدراهم وأسكت لسانه‌ [2].

ويؤكد الإمام أميرالمؤمنين علي عليه السلام في عهده لمالك الأشتر فيقول:

«وَإِيَّاكَ وَالْإِعْجَابَ بِنَفْسِكَ، وَالثِّقَةَ بِمَا يُعْجِبُكَ مِنْهَا، وَحُبَّ الْإِطْرَاءِ، فَإِنَّ ذلِكَ مِنْ‌


[1]. نهج البلاغة، الخطبة 192.

[2]. معاني الأخبار، ص 171، ح 1.

نام کتاب : الإدارة و القيادة في الإسلام نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 105
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست