ويطرح الإمام علي عليه السلام في هذه الخطبة العميقة المغزى، تعاليمه
الأخلاقية لرسم كيفية التعامل بين الناس والحكّام، فيطرح عدّة أمور:
1- أن لا يذكروه بعناوين وألقاب كبيرة كما يلقّب بها الجبارون.
2- أن لا يتصوروا عند لقائه أنّه ملك، وبسبب ذلك يسيطر عليهم الخوف والرعب ولا
يستطيعون بيان مرادهم بطلاقة.
3- أن لا يتعاملوا معه من موقع المجاملة والتظاهر والمصانعة.
4- أن لا يتصوروا أنّ الإمام يستثقل كلام الحق.
5- أن يقولوا كلمة الحق بصراحة وبدون خجل أو مواراة.
6- أن لا يمتنعوا من عرض العدل والانصاف عليه.
وفي ختام هذا الكلام أرى من اللازم أن أحذر مرّة أخرى من أخطار الأشخاص المتملقين
من ضعفاء الشخصية الذين يستغلون «نقاط الضعف» في المدراء وغريزة حبّ الذات وحبّ
الظهور والأنانية فيهم فيتحركون في التعامل مع رؤسائهم بمنطق الكذب والدجل وتزوير
الحقائق حتى يتقربوا إليهم ويبعدوا الآخرين عنهم ويعملوا على تغشية أبصارهم
وعقولهم بغشاء الزيف ويسلبوا منهم القدرة على تشخيص الأمور، فهؤلاء المتزلفون هم
بلاء مبرم كالصاعقة والزلزلة المدمرة.