responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 79

يسعنا بيانها في هذا المختصر.

2. مكافحة الأهواء النفسانية؛ الخطوة الثانية في هذا المنهج المعنوي يتمثّل في «جهاد النفس» وعدم الاستسلام للأهواء والميول النفسانية، وهو الذي يعبر عنه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ب «الجهاد الأكبر»، وأحد أهم الأهواء النفسانية والتي يوليها أرباب السير والسلوك أهميّة كبيرة في مكافحتها والقضاء عليها، هي الأنانية، وحبّ الذات، والفوقية، والغرور وأمثال ذلك، فالأنانية تعتبر الصنم الأكبر الذي يعيق مسيرة السالك إلى اللَّه، وما لم يتحرك السالك على مستوى تحطيم وهدم هذا الصنم فإنّه لا يصل إلى مقصوده، ولو أنّه نجح في ذلك وقضى على هذا الصنم فإنّ الحجب ستزول عن قلبه وبصيرته وتنكشف له أسرار الخلقة وحقائق عالم الوجود، فالأشخاص الذين نالوا التوفيق في هذا الجهاد الأكبر فإنّهم يسمعون تسبيح الكائنات في هذا العالم والتي يعتقد سائر الناس من أسرى عالم المادة أنّها صامتة، لأنّهم لا يملكون القابلية على سماع هذا التسبيح الملكوتي.

عندما كان ميثم التمّار في الكوفة جالساً على شاطى‌ء ينتظر الزورق الذي ينقله إلى الشاطى‌ء الآخر سمع من تجاويف الرياح خبر موت معاوية، وذكر ذلك لمرافقه، فأين الكوفة وأين دمشق؟! وبعد مدّة تبيّن صحة هذا الخبر وأنّ معاوية مات في ذلك اليوم الذي أخبر فيه ميثم التمّار بهذا الخبر [1]،

وجاء في الخبر عن إسحاق بن عمّار قال سمعت أبا عبداللَّه الصادق عليه السلام يقول: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله صلّى بالناس الصبح، فنظر إلى شابّ في المسجد وهو يخفق ويهوي برأسه مصفرّاً لونه، قد نحل جسمه وغارت عيناه في رأسه.

فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: كيف أصبحت يا فلان؟

قال: أصبح يارسول اللَّه صلى الله عليه و آله موقناً، فعجب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله من قوله وقال: إنّ لكل‌


[1]. سيماء ميثم التمّار (بالفارسية)، ص 75.

نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست