responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 395

«ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هؤُلَاءِ يَنطِقُونَ* قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَايَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلَا يَضُرُّكُمْ* أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ* قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنتُمْ فَاعِلِينَ» [1].

أجل فإنّ وجدان عبّاد الأوثان هؤلاء قد استغرق في النوم مرّة ثانية ولذلك تحركوا في منطقهم وحديثهم من مواقع القوّة وأخذوا يهددون إبراهيم واستخدموا معه آليات بعيدة عن المنطق والعقلانية، وأخيراً اصدروا أمرهم بإعدام إبراهيم حرقاً.

إنّ الأشخاص الذين يعيشون الاهتزاز في المنطق والقصور في العقلانية يعتمدون على لغة القوّة، والآن نرى أنّ القوى‌ الاستكبارية التي تبسط هيمنتها على سائر الدول الاخرى وتتعامل معها من موقع التهديد بالحصار الاقتصادي والسياسي وحتّى التهديد بالحرب أيضاً، يعيشون هذه الحالة، ولو أنّ وجدانهم استيقظ للحظة واحدة فإنّهم سرعان ما يتغافلون عن توصيات عقولهم ونصائح وجدانهم ولا يجدون في أنفسهم استعداداً لمواجهة الحقيقة من موقع الإذعان والتسليم.

وطبعاً، فأحياناً تتحول النفس الأمّارة تماماً إلى نفس لوّامة وتقوم بلوم صاحبها على ما ارتكبه من أخطاء وذنوب، وينقل أنّ الطيّار الذي ألقى بأوّل قنبلة ذرية على مدينة هيروشيما اليابانية وحوّلها إلى رماد وقد استلم جوائز عديدة على هذه الجريمة، استيقظت نفسه اللوّامة في آخر عمره وأخذت تلومه وتوبخه على هذا العمل الشنيع حتّى ادّى ذلك إلى جنونه، بحيث يقال إنّه كان يصرخ ويقول: «أنا الذي قتلت بقنبلة واحدة ثلاثمائة ألف إنسان». ولكن هيهات فقد فات الأوان.

وهنيئاً لمن تستيقظ نفسه اللوّامة في واقعه وتبدأ بلومه وتوبيخه، لأنّ ذلك من شأنه أن يفتح أبواب النجاة على هذا الإنسان وتقوده هذه النفس اللوّامة في خطّ الصلاح والخير وجبران ما فات.


[1]. سورة الأنبياء، الآيات 65- 68.

نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 395
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست