والأشخاص الذين يملكون مثل هذه النفس المطمئنّة، فإنهم يعيشون حالة الثبات
النفسي والاستقرار الروحي بعيداً عن أي اهتزاز أمام تحديات الواقع الصعبة،
والأنبياء والأولياء والكثير من الشخصيات الكبيرة يملكون نفساً مطمئنّة، هؤلاء
سيطروا على أهواءهم النفسانية وكسروا قيودهم المادية وتحرّروا من أجواء النوازع
الدنيوية وساروا في خطّ الاستقامة والإيمان والانفتاح على اللَّه.
إنّ القرآن الكريم يثير حقيقة مهمّة فيما يتعلق بجزاء وثواب أصحاب النفوس
المطمئنّة، وذلك في الآيات من سورة الفجر:
إنّ اللَّه تعالى في هذه الآيات الأربع، يقرر أربع مثوبات ومواهب لأصحاب النفس
المطمئنّة، وهي:
1. إنّ اللَّه يهبهم من النعم العظيمة إلى درجة أنهم يرضون عن اللَّه تعالى.
2. وهو أعظم من الثواب الأوّل، وهو أنّ اللَّه تعالى يرضى عنهم أيضاً.
إنّ جميع النعم الاخروية في الجنّة لو وضعت في كفّة، ووضعت نعمة رضا اللَّه
تعالى عن الإنسان في كفّة اخرى، فإنّ رضا اللَّه تعالى هو الراجح قطعاً، والحقيقة
أنّ الرضوان الإلهي يمثّل افتخاراً عظيماً ومقاماً سامياً للإنسان.
3. إنّ هؤلاء ينالون مرتبة الخلوص ويندرجون في صفّ عباد اللَّه المخلصين.
4. إنّ جنّة أصحاب النفس المطمئنة تختلف عن جنّة سائر الصالحين من أهل الجنّة.
طريق الوصول للنفس المطمئنّة:
ومن أجل الوصول إلى مقام النفس المطمئنّة ونيل تلك المواهب الأربع