responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 376

لنذهب إلى‌ إحدى المؤسّسات الحكومية، ونرى هل طريقة تعامل الموظفين في هذه المؤسّسات مع المراجعين تنطبق على القيم والأخلاق الإسلامية؟ إنّ بعض الموظفين، وللأسف لا يلتزمون بمراعاة الأخلاق الإسلامية في طريقة تعاطيهم لأعمالهم وتعاملهم مع الناس، فالكثير من هؤلاء عندما يجلس على كرسي الرئاسة وبين يديه المعاونين والموظفين يتصور أنّه سيد الناس وزعيمهم، وعلى أساس هذا التصور يصدر منهم تعاملًا غير لائق ومخالف للآداب الإسلامية، وكأنّهم لا يعلمون أنّ هذا المقام هو الذي جعله الشعب تحت اختيارهم ولتدبير أمورهم وقضاء حاجاتهم، فهم في الحقيقة خدام للناس، وللأسف فإنّ بعض الإدارات الرسمية تشبه ساحة كرة القدم، وحال الناس فيها حال كرة القدم فكل موظف يوصي المراجع بالرجوع إلى غيره، والرئيس يحوّله على المعاون، والمعاون على الموظف، وهكذا، فهل هذه الأخلاق إسلامية، وهل هذا التعامل ينطلق من تعاليم الإسلام؟

الأخلاق الإسلامية تقتضي استقبال المراجع وصاحب المعاملة بوجه بشوش، وصدر رحب، ويتابع الموظف في الإدارة بكل اخلاص وجدية مشاكل الناس، ويقضي لهم حاجاتهم يحلّ يحلّ مشاكلهم بأسرع وقت ممكن، الواقع لو أنّ الأخلاق الإسلامية هيمنت على الإدارات الرسمية ومجتمعنا الإسلامي بشكل كامل وشامل، فإنّ الحياة ستغدو رائعة ويضحى مجتمعنا كالجنّة، وقد ورد في الحديث الشريف عن النبي الأكرم صلى الله عليه و آله يخاطب أبناء عبدالمطلب ويقول:

«يا بني عبدالمطلب! إنّكم لم تسعوا الناس بأموالكم فالقوهم بطلاقة الوجه وحسن البشر» [1].

ولا شك في أنّ طلاقة الوجه وحسن البشر رأسمال لا يعادله شي‌ء في الواقع الأخلاقي للإنسان.


[1]. بحار الأنوار، ج 71، ص 169، ح 36.

نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 376
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست