responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 310

في الأحياء، وفي مضمون الآية الثالثة يقسم اللَّه تعالى بمن خلق جنس المذكر والمؤنث، والملفت للنظر أنّ المذكر والمؤنث وردا بصورة مطلقة ولم يقيد بالإنسان، وكأنّ الآية ناظرة إلى جميع أشكال الزوجية الموجودة في عالم الخلقة، كما ورد هذا الموضوع بصراحة فى الآية الشريفة 49 من سورة الذاريات:

«وَمِنْ كُلِّ شَيْ‌ءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ».

ومن هنا فإنّ قانون الزوجيّة حاكم على جميع أرجاء العالم حيث يشمل البشر، الحيوانات، النباتات، وحتى الجمادات أيضاً، لأنّ الأصل الأولي الذي يتشكل منه جميع الجمادات هو الذرة، وفي قلب كل ذرة هناك عنصران: الألكترون والبروتون وأحدهما موجب والآخر سالب، وأحدهما مذكر والآخر مؤنث، ومهما يكن من أمر فإنّ عالم الزوجية عالم عجيب، رغم أنّ هذه الحقيقة لكثرة توفرها أصبحت من الأمور العادية التي لا تحضى باهتمام كبير، وعلى سبيل المثال إذا أخذنا وردة ونظرنا إليها بإمعان لرأينا أن وسطها خيوط دقيقة تحمل في رأسها حبوب اللقاح، وهذه تمثّل جنس المذكر في هذه الوردة. وحبوب اللقاح هذه تنتقل بواسطة الحشرات أو الرياح وأمثال ذلك لتسقط على الجزء الأسفل منها الذي يكون على شكل طبق أو قدح، وهكذا تنمو الثمرة من عملية التلقيح هذه، بعد أن تتكوّن النطفة في هذا الجزء السفلي والذي يسمى «المدقة».

وما أكثر ما رأينا النحل ينتقل من وردة إلى أخرى ويستقي من رحيقها، ولكن لم نفكر في هذا الموضوع يوماً، أي موضوع تلقيح الوردة بواسطة هذه الحشرة عندما نستنشق عطر الورد ونتنفس النسيم الهاب من خلال أوراق الأشجار والأزهار، ولكننا لا نفكر بما يترتب على ذلك من أسرار ودقائق في عملية النمو وإنتاج الثمار، هذه كلها آيات تشير إلى عظمة الباري تعالى وقدرته المطلقة.

ولا غرابة أن يقسم اللَّه تعالى بنفسه حيث خلق قانون الزوجية في عالم الخلقة لتستمر حركة الوجود والحياة.

نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 310
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست