responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 309

«وَفِى الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ* وَفِى أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ».

أي أنّ وجود كل إنسان لا يعتبر آية وعلامة على عظمة اللَّه فحسب، بل إنّ وجود كل إنسان يتضمن آيات وعلائم متعددة، وإحدى الآيات العجيبة في وجود البشر هي أنّ الإنسان يتناول نوعاً واحداً من الغذاء، ولكنّ هذا الغذاء عندما يصل إلى عظام الإنسان يتحوّل إلى عظم، وعندما يصل إلى الدم يتحوّل إلى دم، وعندما يصل إلى عين الإنسان يتحوّل إلى دمع، والخلاصة فإنّ هذا الغذاء عندما يصل إلى كل عضو من أعضاء الإنسان يتبدل إلى ما يجانس ذلك العضو.

وهكذ الحال في الطبيعة من الماء والهواء والأرض، فالنباتات والأشجار التي تستقي من ماء واحد وتتنفس هواءً واحداً وتنمو على أرض واحدة، تنتج محاصيل متنوعة وثماراً مختلفة، وكل واحد منها آية مستقلة من آيات اللَّه تعالى، فبداية الليل ووسطه ونهايته، وكذلك بداية اليوم، وطلوع الشمس، وعند الظهر، كل واحدة منها لها خصوصيات معينة وقد أقسم اللَّه تعالى بكل لحظة من هذه اللحظات، إنّ الليل يوفّر للبشر بل والحيوانات وحتى الأشجار والكائنات الحيّة، أجواء ملائمة وهادئة للراحة، ولإزالة التعب‌ [1]، فالليل نعمة كبيرة يستحق أن يقسم اللَّه به.

النتيجة، إنّ القسم الأول من آيات سورة الليل، تبدأ بالقسم بمطلع الليل حيث يحلّ الظلام في أجواء العالم، والقسم الثاني قسم بمنتصف النهار حيث يسطع ضوء الشمس ويُضي‌ء جميع الأجواء.

القسم الثالث: القسم بالذكر والانثى‌

«وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى» هنا ينطلق القرآن الكريم لبيان أهميّة التقسيم الثنائي‌


[1]. يعتقد العلماء بأنّ النحل وحده الذي لا ينام ولا يستريح ويعمل بنشاط في الليل والنهار، كأنّ نشاطات النحل وأعماله إلى حدّ لا يجد مجالًا للراحة والهدوء!

نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 309
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست