responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 27

الإشارة إلى هذه المعصية الشنيعة التي تعدّ من جملة المشكلات الاجتماعية في المجتمعات البشرية المعاصرة:

إنّ إحدى وسائل الأعداء في محاربتهم لنبي الإسلام صلى الله عليه و آله وسائر الأنبياء الكرام عليهم السلام تتمثّل في «الشائعات»، هؤلاء الأعداء يستخدمون هذه الوسيلة الدنيئة بأشكال مختلفة، فالمنافقون كانوا يتنظرون الفرصة ليوجهوا للإسلام والمسلمين ضربة قوية بهذا السلاح الهدام، على سبيل المثال: عندما تخلّفت إحدى زوجات النبي الأكرم صلى الله عليه و آله عن القافلة في إحدى غزوات النبي صلى الله عليه و آله، عثر عليها أحد أصحاب النبي وجاء بها إلى قافلة المسلمين، وحينما رأى المنافقون زوجة النبي وذلك الصحابي لوحدهما أشاعوا أنّ هذا الصحابي قد ارتكب المنكر معها، وتدريجياً شاعت هذه التهمة على الألسن وغطت أنحاء المدينة كافّة، والتزم النبي السكوت تجاه هذه الشائعة وانتظر الوحي الإلهي إلى أن نزلت «آيات الإفك» [1]، ودحضت بشدّة هذه الشائعة والقائمين بها، بحيث إنّ المنافقين ملكهم الرعب ولم يتجرأوا بعدها على ذكر هذه التهمة.

وفي عصرنا الراهن نرى أنّ العدو يستخدم هذه الحربة أيضاً في الحرب النفسية ضد المسلمين بحيث يصوغ الأعداء التهم والشائعات ضد الناس العاديين، وأصحاب المناصب السياسية والدينية وحتى تجاه مراجع الدين العظام، فينبغي على المؤمنين الحذر من ذلك بأن يتجنبوا خلق الإشاعات أو تصديقها أو المساهمة في نشرها واذاعتها، وليعلموا أنّ إشاعة مثل هذه الأكاذيب والأراجيف حرام شرعاً حتى في صورة الشك، ويترتب على ذلك عقوبة شديدة توازي عقوبة المفسدين في الأرض حيث يقول تعالى في القرآن الكريم:

«لَّئِنْ لَّمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَايُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا* مَّلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا


[1]. سورة النور، الآية 11 وما بعدها.

نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 27
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست