والثبات والمسؤولية ويمدون لهم يد العون والتدبير، فالمؤمنون وإن كانوا لا
يرون الملائكة ولكنّهم يدركون مسألة التسديد الإلهي الغيبي، وهذه الآية الشريفة
تدلّ على أنّ مجموعة من الملائكة مأمورون بتأييد ونصرة المؤمنين الذين يملكون
خصلتين: الأولى: أنّهم يؤمنون بوعد اللَّه تعالى في نصرتهم، والأخرى أنّهم يتحركون
في خط الاستقامة والمسؤولية ونشر الرسالة الإلهيّة.
وأحد افتخارات المؤمنين أنّ الملائكة يستغفرون لهم، فطبقاً للآية المذكورة
فإنّ تسديد الملائكة ومعونتهم للمؤمنين من خلال الاستغفار لهم يشمل حال المؤمنين،
بمعنى أنّ الملائكة باستغفارهم للمؤمنين يدرؤون العذاب عن هؤلاء الأفراد.
ج) وترسم الآية 11 من سورة الرعد صورة رائعة للملائكة
الذين يقفون صفوفاً بين يدي الإنسان المؤمن:
فهؤلاء الملائكة مأمورون بالمحافظة المستمرة على الإنسان فيما يواجهه من أخطار
وتحديات، كما أنّ الأطفال الصغار والرضع يواجهون في حالات الفطم عن اللبن أخطاراً
متعددة تهدد صحتهم وسلامتهم، فكيف بإمكانهم العبور من هذه المآزق والصعوبات
بسلامة؟ فلولا قوى الغيب التي تتكفّل مراقبة هؤلاء الأفراد والمحافظة عليهم فإنّه
قلّما ينجو الإنسان بنفسه من هذه الأخطار المختلفة.
والخلاصة أنّ الملائكة يتولون مهمّة المحافظة على أفراد البشر ودفع الأخطار
والبلايا عن المؤمنين، وقد أقسم اللَّه تعالى بهذه الطائفة من الملائكة.
3. الملائكة الحاملون للوحي، والذين يبلغون رسالة اللَّه للأنبياء الإلهيين،