وبعض آخر من الملائكة هم «المدبرات» وهم الذين يقومون بتدبير عالم الخلقة،
وطائفة ثالثة هم المأمورون بإبلاغ الوحي الإلهي للأنبياء والمرسلين، وطائفة أخرى
يقفون صفاً على استعداد للقيام بتنفيذ الأوامر الإلهيّة.
أجل، فإنّ الملائكة المأمورين بالوقوف صفاً انتظاراً لامتثال الأمر الإلهي
وتنفيذه، يستحقون أن يقسم اللَّه تعالى بهم.
2. الملائكة التي تمنع الإنسان من الوقوع في وادي الخطيئة والانزلاق في متاهات
الضلالة، فهؤلاء يحفظون الإنسان ويراقبونه في أفعاله وسلوكياته، وقد يستوحى من
آيات القرآن الكريم وجود ملائكة كثيرين يتولون مراقبة المؤمنين والصالحين
ويحفظونهم من حالات الجنوح والسقوط في مهاوي الخطيئة، وهذا الموضوع قد يكون مهمّاً
في حالات تعرض الإنسان لوساوس الشيطان، أي أنّ اللَّه تعالى كما أنّه قضى على هذا
الإنسان أن يتعرض لوساوس الشيطان، فإنّه من جهة أخرى وهب له من يحفظه من هذه
الوساوس وهم الملائكة فيما تلهمه من أفكار خيرة ودوافع صالحة، والملفت أنّ موارد
استعمال الملائكة في القرآن الكريم تساوي في عددها استعمال كلمة شيطان، وهذه
الملاحظة تشير إلى أنّ الآيات الكريمة تخضع لحسابات دقيقة ورموز عميقة، وبالإمكان
الكشف عن حقائق جديدة من خلال استخدام عنصر الإحصاء والحساب واستخدام الأرقام
والأعداد والتوغل في مضامين هذه الآيات الشريفة، ونكتفي هنا بالإشارة إلى بعض
الآيات التي تدلّ على مهمّة الملائكة في حفظ وتأييد وتقوية المؤمنين في حركة
الحياة.