responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 260

طوائف مختلفة من الملائكة:

1. الملائكة الذين يقفون صفاً طويلًا وفي صفوف منظمة استعداداً لأداء التكاليف الإلهيّة، لأنّ اللَّه تعالى خلق عدداً كبيراً من الملائكة وينقسمون إلى طوائف متعددة، كل طائفة منها تتولى مهمّة خاصّة في إدارة عالم الوجود.

سؤال: أليس اللَّه تعالى إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون، كما تصرح به الآيات الشريفة: «إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ» [1] إذن فما الحاجة لأنواع الملائكة الذين يأخذون على عاتقهم تدبير الأمور؟

الجواب: إنّ أي عمل مهما عظم فإنّه بالنسبة لقدرة اللَّه تعالى لا يساوي شيئاً، فاللَّه تعالى كل شي‌ء أمامه سهل يسير، ولكن ومن أجل إفهامنا بعظمته وكبريائه، فإنّه خلق عالم الأسباب فلا يقع حادث إلّامن خلال آلية هذه الأسباب، فاللَّه تعالى يستطيع أن يجعل من النطفة جنيناً كاملًا فور دخولها رحم الام ويولد هذا الجنين بلحظات، ولكنّه تعالى اختار لتكوين هذا الجنين مراحل مختلفة وتدريجية، ليكشف للإنسان عن عظمة الخلقة وليتعرف الإنسان على كيفية ولادة الطفل ويذعن لعظمة الخالق جلّ وعلا، ومن هذا المنطلق خلق اللَّه تعالى أعداداً هائلة من الملائكة ليتفرغ بعضهم لعبادة اللَّه، فقد ورد أنّ بعض هؤلاء الملائكة منذ خلقهم إلى يوم القيامة يعيشون حالة السجود فقط، فجميع هذه المدّة الطويلة يقضونها بسجدة واحدة، وبعضهم يعيشون حالة الركوع طيلة عمرهم منذ أول الخلقة إلى النهاية، والخلاصة أنّ بعض الملائكة يتعاطون العبادة بأشكال مختلفة كيما يفهم الإنسان هذه الحقيقة ولا يغتر بعبادته وصلاته الناقصة والمحدودة، ولا يتصور أنّ اللَّه تعالى يحتاج لعبادته، فإنّ اللَّه تعالى لا يحتاج لعبادة الملائكة، فبطريق أولى لا يحتاج لعبادة البشر، ولكن العبادة من أجل تربية الإنسان وتحريكه في خط العبودية والطاعة،


[1]. ورد مضمون هذه الآية في آيات متعددة ولكن الآية المذكورة هي الآية 82 من سورة يس.

نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 260
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست