القرآن الكريم:

الأوّل: نقرأ في الآية 77 من سورة آل عمران عن جماعة من اليهود المعاصرين للنبي الأكرم صلى الله عليه و آله والذين كانوا يستنكفون من اعتناق الإسلام ويصرّون على عنادهم وتمردهم أمام الحق، يقول القرآن الكريم عنهم:

«إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلًا أُوْلَئِكَ لَاخَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ».

وهكذا تستعرض هذه الآية الشريفة العقوبات الشديدة على هذه الطائفة من اليهود بسبب عدم العمل بقسمهم وعدم احترامهم لأيمانهم، ومن ذلك:

1. إنّهم لا نصيب لهم من رحمة اللَّه ولا من نعيم الجنّة، ويحرمون من الجلوس مع أولياء اللَّه في الآخرة «لَاخَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ ...».

2. إنّهم محرومون من الحديث مع اللَّه تعالى ومن سماع خطابه‌ «لَايُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ ...» ويستفاد من هذه الآية الشريفة أنّ اللَّه تعالى يتحدث في الآخرة مع المؤمنين والصالحين، وما أعظم الفخر للإنسان الذي يقع مورد الخطاب الإلهي ويحقق في نفسه اللياقة لكي يكون طرفاً لحديث اللَّه تعالى معه، كما كان الآنبياء في الدنيا كذلك، حيث كلّمهم اللَّه تعالى وأوحى لهم وحدثهم في قرارة نفوسهم، وطبعاً فإنّ هذا الكلام لا يعني أنّ اللَّه تعالى له جسم وحاله حال الإنسان في كونه يمتلك أعضاء وجوارح من عين وأذن ولسان، بل إنّ اللَّه تعالى يتكلّم بأن يخلق الأمواج الصوتية في الفضاء.

3. ومضافاً إلى أنّ اللَّه تعالى لا يتحدث مع هذه الطائفة الحانثين للقسم فإنّه لا ينظر إليهم أيضاً ولا يشملهم بلطفه ورحمته‌ «وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ ...».

4. والعقوبة الرابعة لهؤلاء الأشخاص أنّ اللَّه تعالى لا يطهّرهم من شوائب المعاصي وأدران الذنوب، «وَلَا يُزَكِّيهِمْ ...».