على أيّة حال، فالإسلام يؤيد بشدّة عملية التفكر والتأمل لأنّ لحظة من التفكر
قد تؤدي أحياناً إلى تغيير مسار الإنسان في واقع الحياة، كما في قصة الحر بن يزيد
الرياحي الذي قاده تفكيره في لحظات إلى الخلود في الجنّة والابتعاد عن النار التي
كانت محيطة به.
الأقسام الخمسة وأعمال الحج:
بالنسبة لأقسام هذه السورة هناك تفاسير مختلفة أيضاً، منها أنّ بعض المفسّرين
ذكروا أنّ هذه الأقسام ترتبط بمناسك الحج:
«وَالْفَجْرِ»؛ قسم بالفجر، عند اشراق أول خيوط الضياء من أعماق ظلام
الليل، والمقصود من الفجر هنا هو فجر يوم عيد الأضحى، لأنّ ذلك اليوم العظيم يشهد
هياجاً عجيباً في هذه المناسك الإلهيّة، فالملايين من الحجاج في المشعر الحرام
ينتظرون طلوع الفجر، وكلهم يعيشون حالة الدعاء والمناجاة مع اللَّه تعالى، وبعد
طلوع الفجر بقليل يقفون في المشعر الحرام، ثمّ يتوجهون جماعات باتجاه منى كالسيل
الهادر ويؤدون مناسك الرمي في منى، أي رمي الجمرات ثم يذبحون الأضاحي هناك، وبعد
ذلك يقصّرون أو يحلقون شعورهم، أجل في هذه الآية أقسم اللَّه تعالى بطلوع الفجر من
يوم عيد الأضحى، ذلك اليوم العظيم الذي جعله اللَّه للبشرية عيداً.
«وَلَيَالٍ عَشْرٍ»؛ قسم بالليالي العشر من أول ذي الحجّة وتنتهي إلى ليلة
العيد،