4

4. أقسام سورة الفجر

شرح وتفسير: التفكّر والتدبّر!

إنّ أقسام هذه السورة بدورها مبهمة وغامضة أيضاً، مضافاً إلى أنّ المقسم له يكتنفه الإجمال والابهام أيضاً، وبسبب ذلك، فإنّ العلاقة بين المقسم له والمقسم به غامضة أيضاً، وكما تقدّم سابقاً أنّ الغرض من هذا الابهام والإجمال تحريك الفكر وإذكاء العقل لدى الناس، وأساساً أنّ إحدى الحِكم في الآيات المتشابهة في القرآن الكريم هو إذكاء قوة الفكر في ذهنية المخاطبين، فالتفكير في درجة من الأهميّة بحيث أنّ الإمام عليّاً عليه السلام يقول:

«الفِكْرُ مِرآةٌ صافِيَةٌ» [1].

لو أنّ هذه المرآة تلوثت بالأهواء والشهوات فإنّها لا تعكس للإنسان طريق السعادة، وبالتالي سيتحرك الإنسان في هذه الطريق بدون معالم واضحة وربّما يؤدي به الأمر إلى سلوك طريق الشقاوة والضلالة والسقوط في وادي الضياع والخسران وعندما يقوم الإنسان بتهذيب وغسل هذه المرآة وتطهيرها من هذه الشوائب فإنّه‌

[1]. ميزان الحكمة، باب 3252، ح 16208.