responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 149

ففي هذه الليالي الكريمة يعيش الحجاج أجواء روحانية عجيبة فيما ينفتحون به على اللَّه والعبادة والدعاء، فقسم كبير منهم الذين يصلون إلى مكة لتوِّهم يبدأون أعمال ومناسك العمرة المفردة، وقسم منهم ينتهون من أداء هذه المناسك ويشتغلون بالإتيان بالطواف المندوب، ويتوجه بعضهم إلى جبل عرفات.

ففي هذه الآية يقسم اللَّه تعالى بتلك الليالي المباركة حيث يعيش المسلمون أجواء معنوية عالية فيما يؤدون من مناسك وعبادات امتثالًا لأمر اللَّه تعالى.

«وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ»؛ قسم بالزوج والفرد! وهذا القسم أيضاً إشارة إلى مناسك الحج، والمقصود منه «الشفع» اليوم الثامن‌ [1] من ذي الحجّة، الذي يتأهب فيه الحجاج للتوجه إلى عرفات، وبعضهم يبيت في منى ويتحرك في الصباح الباكر نحو عرفات، وبعض يخرج في صباح اليوم الثامن من مكة ويتوجه إلى عرفات.

والمقصود ب «الوتر» اليوم التاسع من ذي الحجّة، وفي ذلك اليوم يجتمع الحجاج في صحراء عرفات في حالة عجيبة من الجو المعنوي والتوجه الروحي وخاصّة عند قراءتهم لدعاء عرفة، العميق في مفاهيمه وتعاليمه، ولا شك في أنّ هذا الدعاء من أسمى الأدعية وأدقّها مضموناً حيث يمنح الحجاج من أهل المعرفة في ذلك المكان وتلك الساعات حالًا معنوياً عجيباً لا يقبل الوصف ولا يتحقق للإنسان إلّا في ذلك الموطن.

أجل! قسماً باليوم الثامن والتاسع من يوم ذي الحجّة الزاخرين بالبركة وذكر اللَّه تعالى والدعاء.

«وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ»؛ قسم بالليل عندما يتحرك باتجاه النهار، والمراد من هذا الليل ليلة العاشر من ذي الحجّة، ففي غروب اليوم التاسع من ذي الحجّة تنتهي مراسيم‌


[1]. ويقال لهذا اليوم «يوم التروية» أيضاً، لأنّ الحجاج في الماضي كانوا يدّخرون الماء في هذا اليوم لشربهم‌ووضوئهم وغسلهم وطهارتهم، لأنّ عرفات ومنى‌ في ذلك الزمان لم يكن فيهما ماء، ولكن في هذا العصر والحمد للَّه‌يتوفر الماء في هذين المكانين ولا حاجة للإدّخار.

نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 149
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست