responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحقاق الحق و إزهاق الباطل نویسنده : التستري، القاضي نور الله    جلد : 3  صفحه : 45

و إلى أين خرج؟ قلت: اللّه اعلم فتركوني رغما لأنوفهم و خرجوا، و قال صاحب كتاب مطالب السؤول: انه بات على عليه السّلام في المضجع و المشركون مجمعون على أخذه و قتله و لم يضطرب لذلك قلبه و لا اكترث بهم، فلما أصبح ثاروا اليه فرد اللّه كيدهم فقالوا أين صاحبك؟ قال: لا أدرى، و أقام بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بمكة ثلاث ليال بأيامها يرد الودائع التي كانت عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله حتى إذا فرغ منها و لم يبق بمكة من المسلمين احد في الإسلام سواه الا من هو معذب محبوس عليه ثم خرج على عليه السلام طالبا أن يلتحق بالنبي صلّى اللّه عليه و آله وحده فأقام وحده بمكة بينهم ثم خرج وحده من مكة مع شدة عداوتهم و طلب المدينة فوصلها فنزل مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم على كلثوم بن هرم‌

فلو لم يكن اللّه تعالى قد خص قلبه بقوة و جنانه بثبات و نفسه بشهامة لاضطرب في هذا المقام و ان كان آمنا من أذاهم في مبيته‌

لقول النبي صلّى اللّه عليه و آله‌ لم يخلص (يصل خ ل) إليك منهم أمر تكرهه‌

، فان النفوس البشرية قد يتيقن عدم الخوف و الأذى و مع ذلك يظهر عليها الخوف و الاضطراب من رؤية المخوف فان موسى عليه السّلام مع درجة النبوة و قد أخبره اللّه تعالى بأن اختاره و لما أمره بإلقاء عصاه فألقاها فلما صارت حية خاف و ولى مدبرا فقال اللّه تعالى:أَقْبِلْ وَ لا تَخَفْ‌ سنعيدها سيرتها الاولى، فلم يمكنه أن يخالف الأمر و كان عليه كساء فلف طرف الكساء على يده ليأخذها فقال مالك يا موسى؟ أ رأيت لو أذن اللّه تعالى لها في أذاك أراد عنك كسائك فقال: لا، و لكني ضعيف و من ضعف خلقت، فالنفس البشرية هذا طبعها و كذلك ام موسى عليه السلام لما أمرها اللّه تعالى بإلقاء ولدها في اليم و نهاها عن الخوف و الحزن و أخبرها أنه يرد إليها فلما ألقته في اليم داخلها الاضطراب في النفس البشرية حتى كادت لتبدي به و تفضح أمرها لولا أن ربط اللّه على قلبها فلم ينطق مع اضطراب القلب، فلولا أن اللّه تعالى منح عليا عليه السّلام قلبا متصفا بالقوة الثابتة التي هي الشجاعة لكان مع امتثال أمر النبي صلّى اللّه عليه و آله و أمنه من تطرق الأذى اليه لقول النبي صلّى اللّه عليه و آله يضطرب بالنفس البشرية فان مبيت واحد بين الزمر من الأعداء قاصدين الفتك به معاندين لدينه مظهرين عداوته ثم إقامته بينهم‌

نام کتاب : إحقاق الحق و إزهاق الباطل نویسنده : التستري، القاضي نور الله    جلد : 3  صفحه : 45
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست