على تبليغ الرّسالة أجرا لكن المودّة في القربى حاصل بيني و بينكم، فلهذا أسعى و أجتهد في هدايتكم و تبليغ الرّسالة إليكم، و قال بعضهم: الاستثناء متصل، و المعنى لا أسئلكم عليه أجرا من الأجور إلّا مودّتكم في قرابتي، و ظاهر الآية على هذا المعنى شامل لجميع قرابات النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم و لو خصصناه بمن ذكر لا يدلّ على خلافة عليّ عليه السّلام بل يدلّ على وجوب مودّته، و نحن نقول: إنّ مودّته واجبة على كلّ المسلمين، و المودّة تكون مع الطاعة، و لا كلّ مطاع يجب أن يكون صاحب الزّعامة الكبرى
توابع القوم و الحكم عليهم بالمجىء حكم عليها أيضا بالتبع فاستثناء الحمار عنهم إخراج عن الحكم بالمجىء بعد شموله عليه بالتبع، و الذي هو الفارق بين المتصل و المنقطع من الاستثناء بعد اشتراكهما في دخول المستثنى في المستثنى منه دخوله فيه على نحو الحقيقة في المتصل و بنحو من أنحاء الدخول غير الدخول على نحو الحقيقة في المنقطع. فتحصل أن مصحح الاستثناء دخول المستثنى في المستثنى منه بنحو الدخول و الا فلا يسوغ في قانون المحاورات العرفية استثنائه عنه فلا بد لمن يريد فهم مفاد كريمة:قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى، بحسب المحاورات العرفية أن يحاول التفهم و التفحص عن مصحح استثناء المودة في القربى عن أجر الرسالة. و الذي لا ينكره ذو نظر سليم و فهم مستقيم غير منحرف عن جادة الإنصاف أنه بعد قيام القرائن الخارجية على أن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لا يطالب من الناس أجرا لرسالته لكون تحمله لاعباء الرسالة خالصا لوجه اللّه الكريم و مرضاته ان الصحيح لاستثناء المودة في القربى عن أجر الرسالة دخولها في اجر الرسالة شأنا، و ان المودة في قربى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أجر لرسالته لولا ان الرسالة لا تقبل الأجر عن الناس فتبين أن مفاد الآية أن أجر الرسالة لولا كون مقام الرسالة أجل من أن يؤدى الشاكرون ما يحاذيها من العوض، و كون مقام النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أرفع من سؤال الأجر على تحمل الرسالة و أسنى من تنزيل شأن الرسالة الى حيث يقابلها الناس بشيء مما يقدرون عليه من الاعواض و الابدال، و بنى الأمر على ما هو