العلوم الإسلامية ، وذلك على أثر هجرة الشيخ الطوسي إليها عام ( 450 ـ 448 ) .
. . وهكذا أخذت تتوالى بعد ذلك الحوزات الشيعية في الظهور في الشامات وطرابلس وحلب ومن ثمّ في الحلّة التي تحتفظ المكتبة الفقهيّة بأسماء فقهائها ومؤلفاتهم ، وتستمر هذه الحركة حتى قيام الدولة الصفوية في إيران حيث يعتبر بداية مرحلة . .
وبعد تلك المرحلة بلغت حوزة النجف وكربلاء الذروة في التكامل على يد تلامذة الوحيد البهبهاني والشيخ الأنصاري وصاحب الجواهر وتلامذتهم إلى الفترة الأخيرة . . ثمّ عادت الحوزة بعد ذلك إلى قم ثانية على يد آية اللّه الحائري وآية اللّه البروجردي ولا زالت حتى اليوم . إنّ هذه الحوزة التي هي حصيلة تلك المسيرة التأريخية والحركة العلمية العظمى قد وصلت إليكم الآن . وجدير بذوي النظر من فضلاء الحوزة أن يتناولوا بحث هذا الموضوع بشكل متقن ومحقّق ، ونحن نرى التعرّض لمثل هذه المسائل .
المسؤوليات الثلاث :
وللّه الحمد إنّنا اليوم نتحمّل ثلاث مسؤوليات تجاه الحوزة العلمية التي تعتبر ميراثاً لاثني عشر قرناً ، وهذه المسؤوليات الثلاث هي من البديهيات الغنية عن الاستدلال ألا وهي :
1 ـالحفظ . . . 2 ـالترميم . . . 3 ـالشموخ .
أوّلاً ـالحفظ : إنّ حفظ الحوزة أمر حاصل وللّه الحمد ، وهو اليوم أفضل من السابق كمّاً وكيفاً ، فلا بحث في هذه النقطة بشكل عام .