الرازي يؤلّف كتابه ردّاً على محمّد بن زكريا وأفكاره الإلحادية وإذا تجنّى البعض من المناوئين لأهل البيت (عليهم السلام) على الشيعة وعقائدهم نرى الردّ السريع الحاسم من قِبل عبدالجليل الرازي القزويني في كتابه ( النقض )عندما يُكتب كتاب التحف الأثنا عشرية في ذمّ الشيعة ومدح أهل البيت (عليهم السلام) ينبري السيّد حامد حسين فيكتبالعبقات في ردّه ، ولعلّ هناك عشرة ردود أو أو أكثر على هذا الكتاب كتبها علماء الهند وبعضهم من الطراز الأوّل . وعلى هذا ، فإنّ الإمامية كانت تردّ بمنتهى القوّة وبالاُسلوب العلمي الرصين على كلّ من يتجنّى عليها في المجال الفقهي أو الكلامي واستمر الوضع على هذا المنوال حتى أواخر القرن السادس .
. .لقد كانت مؤلّفاتنا تشتمل في الغالب على آراء فقهاء العامّة حتى زمن الشهيد الأوّل ككتب العلاّمة وفخر المحقّقين حيث يجاب ويردّ على آرائهم بأدلّة قويّة كما في كتب العلاّمة والمبسوط للشيخ وإن كان الشيخ في الخلاف اقتصر في الإجابة بالتمسّك بالإجماع حسب . نعم ، فيما يلي من الزمان أهمل فقهاؤنا التعرّض لذلك ، أمّا اليوم فإنّ أمواج الفقه والفلسفة والكلام والحقوق قد ملأت العالم في العصر الحاضر . وحتى في الأخلاق التي لا يقيم لها الغرب وزناً فقد نقل أنّهم قد خصّصوا قسماً من مكتباتهم لكتب الأخلاق التي أ لّفها الغربيون أنفسهم في السنوات الأخيرة . وبالطبع إنّ تلك الكتب بصدد بيان الأخلاق المادية وفلسفتها ـ دون الروحيّة ـ وردّ الأخلاق .
ولكن ماذا قدّمت الحوزة في هذا المجال ؟ ماذا كتبنا بعد كتاب جامع السعادات ومعراج السعادة ؟
. .والأمر نفسه نلاحظه حول ما كتب وحقّق في الغرب وفي العالم