مراتب التحقيق للشيخ ، وهكذا الكفاية تمثّل ذروة الفكر الاُصولي لدى المحقّق الخراساني ، فالطالب الذي يفهم الكفاية اليوم يساوي تلامذة المحقّق الخراساني الذين كانوا يدركون الكفاية في ذلك اليوم ، غاية الأمر أنّ الكفاية في ذلك الزمان كانت تمثّل الشوط الأخير لكنّها اليوم ليست كذلك .
محطّات للتأمّل :
ثمّ إنّا إذا نظرنا إلى الحوزة من زاوية اُخرى فإنّا نواجه ملاحظتين رئيستين تتعلّقان بالوضع الراهن للحوزة أحدهما لم تكن في الحوزة سابقاً والثانية قد تكون كذلك .
الملاحظة الاُولى :أنّ الحوزة في الماضي ليس انّها لم تكن متأخّرة عن زمانها فحسب ، بل كانت متقدّمة عليهأيضاً . فإنّا لو نظرنا إلى العلماء في السابق نجدهم قد قدّموا عطاءً علمياً وفقهياً وكلامياً ضخماً لأبناء جيلهم ، فهم على قلّتهم قاموا بإنجازات عظيمة جبّارة ، نجد الشيخ المفيد وهو ببغداد يوجّه الشيعة في نيشابور أو بلخ أو هرات أو طوس على قلّة عددهم وبعدهم عن بغداد ويجيب على أسئلتهم الفقهيّة والعقائدية ، وهذا يعني أنّ الشيخ المفيد لم يكن متأخّراً عن زمانه . وهكذا عندما نلاحظ زمن الشيخ الطوسي وتقوّل الخصوم بأن لا مصنّف للشيعة نرى الشيخ ينبري ليقتحمالساحة لوحده فيصنّف ويلخّصأضخم كتاب رجالي ( رجال الكشي ) ويفرد كتاباً وفهرساً آخرين في الرجال من دون توانٍ أوتأخير . وقبل أن ينتشر الإشكال من محيط الخصم الذي يدّعي أن لا فقه لكم وإذا بالشيخ الطوسي أيضاً يصنّف كتاباً فقهياً تحقيقياً راقياً حسب التحقيق آنذاك . . وهو كتاب المبسوط وأيضاً نرى السيّد المرتضى