مريضة واُخرى صحيحة . . والحوزة التي يمكن أن تقوم بأعباء التغيير والتطوير فيما إذا كانت قويّة نشطة كي تتمكّن من التكامل وفتح الآفاق الجديدة لروّادها وطلاّبها .
. . هذا هو تأريخ الحوزة وأصلها ونسبها العلمي العريق فما هو وضعها الراهن اليوم ؟ هذا ما يجب أن نفكّر فيه دائماً ، كما أنّه يجب على كل من يهمه مصير الإسلام أن يفكّر في هذا الأمر ، فإنّ هذه القضية من القضايا التي لا يمكن إهمالها والإغضاء عنها ، وهذا ما يجب التفكير به من قِبل جميع الأكابر والعلماء والطلاّب ، بل كل مسلم ينتفع من بركات الحوزات العلمية . كما أنّ التغيير المنظّم والمنهجي لا بدّ أن ينطلق من داخل الحوزة نفسها لا من الخارج ، نعم من الممكن أن يكون في الخارج مؤيّدون لكم يؤازرونكم إلاّ أنّ العمل الأساس لا بدّ أن ينطلق من داخل الحوزة ، لذا فإنّ البحث يتركّز على مسألة ترميم الحوزة . فكيف هي اليوم ؟ وكيف تكون غداً أو كيف ينبغي أن تكون ؟ إنّ الحوزة اليوم قد تطوّرت بالنسبة للسابق ، وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها ، بل وضعها الراهن غير قابل للقياس مع السابق ، فقد تغيّر وضعها كمّاً وكيفاً ، ففي الماضي كان عدد الطلاّب أربعمئة طالب واليوم هناك آلاف الطلبة المشتغلين بطلب العلم ، كما أنّ فضلاء اليوم ليسوا بأقلّ من فضلاء الحوزة سابقاً ، وما يقوم به فضلاء الحوزة اليوم يفوق بعض الأحيان ما كان يقوم به طلاّب الأمس عشرات المرات من حيث الأهمّية في الجانب العملي وربّما أحياناً في الجانب العلمي . وعليه ، فلا يستطيع أحد أن يرمي الحوزة بالتخلّف ، فإنّ الحوزة قد تكاملت من هذه الجهة .
هذا ، بالإضافة إلى أنّ بحوث العلماء السلف موجودة اليوم بين أيدينا ، فإنّ كتاب المكاسب للشيخ الأعظم الذي ندرسه اليوم يمثّل أعلى