فأخذه أمير المؤمنين (عليه السلام) وصار به إلى رسول اللّه (صلى الله عليه و آله و سلم) (74).
وفي نقل البيهقي (75)أنّ رسول اللّه (صلى الله عليه و آله و سلم) قال حين بعث عليّاً والزبير بن العوام : « ففتّشوها فإنّ معها كتاباً إلى أهل مكّة » (76).
وكيف كان ، يكفي في صدق التفتيش والتجسّس خفاء ذلك عند غير النبيّ والوصي عليهما الصلاة والسلام .
17 ـويدلّ على اتّخاذ العيون أيضاً التوبيخات والتهديدات التي صدرت عن مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) بالنسبة إلى عمّاله . فإنّه حاك عن الاستخبارات التي تصل إليه من ناحية عيونه . ومن أمثلة ذلك :
أ ـ كتب إلى عثمان بن حنيف عامله على البصرة : أمّا بعد يابن حنيف ، فقد بلغني أنّ رجلاً من فتية أهل البصرة دعاك إلى مأدبة ، فأسرعت إليها تستطاب لك الألوان وتنقل إليك الجفان . وما ظننت أنّك تجيب إلى طعام قوم عائلهم مجفوّ ، وغنيّهم مدعوّ (77).
ب ـ كتب إلى بعض عمّاله : أمّا بعد فقد بلغني عنك أمرٌ إن كنت فعلته فقد أسخطت ربّك وعصيت إمامك وأخزيت أمانتك ، بلغني أنّك جرّدت الأرض (78)، فأخذت ما تحت قدميك ، وأكلت ما تحت يديك ، فارفع إليَّ حسابك واعلم أنّ حساب اللّه أعظم من حساب الناس ، والسلام (79).
ج ـ كتب إلى مصقلة بن هبيرة عامله على أردشير خرّة (80): أمّا بعد فقد بلغني عنك أمر أكبرت أن اُصدّقه ، إنّك تقسّم في ء المسلمين في قومك ومن اعتراك من السألة والأحزاب وأهل الكذب من الشعراء كما تقسّم الجوز ، فوالذي فلق الحبّة وبرأ النسمة لافتّشنّ عن ذلك تفتيشاً شافياً فإن وجدته حقّاً لتجدّن بنفسك عليَّ هواناً فلا تكوننّ من الخاسرين أعمالاً (81).
د ـ كتب إلى زياد بن أبيه لمّا كتب إليه معاوية يريد خديعته باستلحاقه :
(74)الإرشاد للمفيد 1 : 56ـ 57، ط ـ مؤسّسة آل البيت (عليهم السلام) . (75)كما نبّه على ذلك العلاّمة الميانجي . (76)سنن البيهقي 9 : 147، ط ـ دار الفكر . (77)نهج البلاغة : 416، الكتاب 45. (78)جرّدت الأرض : أخذت المحصول الزراعي . (79)نهج البلاغة : 412، الكتاب 40. (80)اردشير خرّة : بلدة من بلاد العجم . (81)تاريخ اليعقوبي 2 : 201ـ 202.