إليه ، فأرسل رجلين يفتّشان منزله فوجدا الكتاب في منزله ، فقال ( أبي ) لأحد الرجلين وهو من العشيرة : إنّك من العشيرة فاستر عليَّ ، قال : فأتيا عليّاً فأخبراه ، فركب علي ، فقال لأبي : « أما أنّا فتّشناه عليك ذلك فوجدناه باطلاً » (73).
يدلّ الخبر على أنّ مجرّد احتمال الارتباط مع الأعداء والمخالفين للأدلّة الحقّة يكفي في جواز التجسّس .
16 ـكتب حاطب بن أبي بَلْتَعَة إلى أهل مكّة يخبرهم بعزيمة رسول اللّه (صلى الله عليه و آله و سلم) على فتحها ، وأعطى الكتاب امرأة سوداء كانت وردت المدينة تستميح بها الناس وتستبرّهم ، وجعل لها جُعْلاً على أن توصله إلى قوم سمّاهم لها من أهل مكّة وأمرها أن تأخذ على غير الطريق .
فنزل الوحي على رسول اللّه (صلى الله عليه و آله و سلم) بذلك فاستدعى أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال له : « إنّ بعض أصحابي قد كتب إلى أهل مكّة يخبرهم بخبرنا ، وقد كنت سألت اللّه أن يعمّي أخبارنا عليهم ، والكتاب مع امرأة سوداء قد أخذت على غير الطريق فخذ سيفك والحقها وانتزع الكتاب منها وخلّها ، وصِرْ به إليَّ » ، ثمّ استدعى الزبير بن العوّام فقال له : « امض مع عليّ بن أبي طالب في هذه الوجه » ، فمضيا وأخذا على غير الطريق ، فأدركا المرأة ، فسبق إليها الزبير فسألها عن الكتاب الذي معها ، فأنكرته وحلفت أنّه لا شيء معها وبكت ، فقال الزبير : ما أرى يا أبا الحسن معها كتاباً فارجع بنا إلى رسول اللّه (صلى الله عليه و آله و سلم) لنخبره ببراءة ساحتها ، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : « يخبرني رسول اللّه (صلى الله عليه و آله و سلم) أنّ معها كتاباً ويأمرني بأخذه منها ، وتقول أنت أنّه لا كتاب معها » ، ثمّ اخترط السيف وتقدّم إليها فقال : « أما واللّه لئن لم تُخرجي الكتاب لاكشفنّك ، ثمّ لأضربنّ عنقك » ، فقالت له : إذا كان لا بدّ من ذلك فاعرض يابن أبي طالب بوجهك عنّي ، فأعرض (عليه السلام) بوجهه عنها فكشفت قناعها وأخرجت الكتاب من عقيصتها .