وَكِيلًا مِنَ الْعِرَاقِ، كَانَ يُسَمَّى أَيُّوبُ بْنُ النَّابِ، يَقْبِضُ حُقُوقَهُ، فَنَزَلَ بِنَيْسَابُورَ عِنْدَ قَوْمٍ مِنَ الشِّيعَةِ مِمَّنْ يَذْهَبُ مَذْهَبَ الِارْتِفَاعِ وَ الْغُلُوِّ وَ التَّفْوِيضِ، كَرِهْتُ أَنْ أُسَمِّيَهُمْ، فَكَتَبَ هَذَا الْوَكِيلُ: يَشْكُو الْفَضْلَ بْنَ شَاذَانَ، بِأَنَّهُ يَزْعُمُ أَنِّي لَسْتُ مِنَ الْأَصْلِ، وَ يَمْنَعُ النَّاسَ مِنْ إِخْرَاجِ حُقُوقِهِ، وَ كَتَبَ هَؤُلَاءِ النَّفَرُ أَيْضاً إِلَى الْأَصْلِ: الشِّكَايَةَ لِلْفَضْلِ، وَ لَمْ يَكُنْ ذَكَرُوا الْجِسْمَ، وَ لَا غَيْرَهُ، وَ ذَلِكَ التَّوْقِيعُ خَرَجَ مِنْ يَدِ الْمَعْرُوفِ بِالدِّهْقَانِ بِبَغْدَادَ فِي كِتَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمْدَوَيْهِ[1] الْبَيْهَقِيِّ، وَ قَدْ قَرَأْتُهُ بِخَطِّ مَوْلَانَا عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَ التَّوْقِيعُ هَذَا: الْفَضْلُ بْنُ شَاذَانَ مَا لَهُ وَ لِمَوَالِيَّ يُؤْذِيهِمْ وَ يُكَذِّبُهُمْ! وَ إِنِّي لَأَحْلِفُ بِحَقِّ آبَائِي لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْفَضْلُ بْنُ شَاذَانَ، عَنْ هَذَا لَأَرْمِيَنَّهُ بِمَرْمَاةٍ لَا يَنْدَمِلُ جُرْحُهُ مِنْهَا فِي الدُّنْيَا وَ لَا فِي الْآخِرَةِ.
وَ كَانَ هَذَا التَّوْقِيعُ بَعْدَ مَوْتِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ بِشَهْرَيْنِ فِي سَنَةِ سِتِّينَ، وَ مِائَتَيْنِ، قَالَ أَبُو عَلِيٍّ: وَ الْفَضْلُ بْنُ شَاذَانَ كَانَ بِرُسْتَاقِ بَيْهَقَ فَوَرَدَ خَبَرُ الْخَوَارِجِ فَهَرَبَ مِنْهُمْ فَأَصَابَهُ التَّعَبُ مِنْ خُشُونَةِ السَّفَرِ فَاعْتَلَّ وَ مَاتَ مِنْهُ، وَ صَلَّيْتُ عَلَيْهِ.
. 1029- وَ الْفَضْلُ بْنُ شَاذَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ كَانَ يَرْوِي عَنْ جَمَاعَةٍ، مِنْهُمْ:
مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَيْرٍ، وَ صَفْوَانُ بْنُ يَحْيَى، وَ الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ، وَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ، وَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ، وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْوَاسِطِيُّ، وَ مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، وَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَهْلٍ، وَ عَنْ أَبِيهِ شَاذَانَ بْنِ الْخَلِيلِ، وَ أَبِي دَاوُدَ الْمُسْتَرِقِّ، وَ عَمَّارِ بْنِ الْمُبَارَكِ، وَ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى، وَ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ، وَ عَلِيِ
[1]- في نسخة ب و ج: عمرويه.