عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ[1] قَالَ رَكِبَ أَبُو جَعْفَرٍ (ع) يَوْماً إِلَى حَائِطٍ لَهُ مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ، فَرَكِبْتُ مَعَهُ إِلَى ذَلِكَ الْحَائِطِ وَ مَعَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ خَالِدٍ، فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ بْنُ خَالِدٍ جُعِلْتُ فِدَاكَ يَعْلَمُ الْإِمَامُ مَا فِي يَوْمِهِ فَقَالَ يَا سُلَيْمَانُ وَ الَّذِي بَعَثَ مُحَمَّداً بِالنُّبُوَّةِ وَ اصْطَفَاهُ بِالرِّسَالَةِ، أَنَّهُ لَيَعْلَمُ مَا فِي يَوْمِهِ وَ فِي شَهْرِهِ وَ فِي سَنَتِهِ، ثُمَّ قَالَ يَا سُلَيْمَانُ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ رُوحاً تَنْزِلُ عَلَيْهِ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ فَيَعْلَمُ مَا فِي تِلْكَ السَّنَةِ إِلَى مِثْلِهَا مِنْ قَابِلٍ وَ عَلِمَ مَا يَحْدُثُ فِي اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ، وَ السَّاعَةَ تَرَى مَا يَطْمَئِنُّ بِهِ قَلْبُكَ.
قَالَ، فَوَ اللَّهِ مَا سِرْنَا إِلَّا مِيلًا أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ، حَتَّى قَالَ: السَّاعَةَ يَسْتَقْبِلُكَ رَجُلَانِ قَدْ سَرَقَا سَرِقَةً قَدْ أَضْمَرَا عَلَيْهَا، فَوَ اللَّهِ مَا سِرْنَا إِلَّا مِيلًا حَتَّى اسْتَقْبَلَنَا الرَّجُلَانِ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (ع) لِغِلْمَانِهِ عَلَيْكُمْ بِالسَّارِقَيْنِ! فَأُخِذَا حَتَّى أُتِيَ بِهِمَا، فَقَالَ سَرَقْتُمَا، فَحَلَفَا لَهُ بِاللَّهِ أَنَّهُمَا مَا سَرَقَا، فَقَالَ وَ اللَّهِ لَئِنْ أَنْتُمَا لَمْ تُخْرِجَا مَا سَرَقْتُمَا لَأَبْعَثَنَّ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي وَضَعْتُمَا فِيهِ سَرِقَتَكُمَا، وَ لَأَبْعَثَنَّ إِلَى صَاحِبِكُمَا الَّذِي سَرَقْتُمَاهُ حَتَّى يَأْخُذَكُمَا وَ يَرْفَعَكُمَا إِلَى وَالِي الْمَدِينَةِ، فَرَأْيَكُمَا فَأَبَيَا أَنْ يَرُدَّا الَّذِي سَرَقَاهُ، فَأَمَرَ أَبُو جَعْفَرٍ (ع) غِلْمَانَهُ أَنْ يَسْتَوْثِقُوا مِنْهُمَا، قَالَ، فَانْطَلِقْ أَنْتَ يَا سُلَيْمَانُ إِلَى ذَلِكَ الْجَبَلِ! وَ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنَ الطَّرِيقِ، فَاصْعَدْ أَنْتَ وَ هَؤُلَاءِ الْغِلْمَانُ فَإِنَّ فِي قُلَّةِ الْجَبَلِ كَهْفاً، فَادْخُلْ أَنْتَ فِيهِ بِنَفْسِكَ حَتَّى تَسْتَخْرِجَ مَا فِيهِ وَ تَدْفَعَهُ إِلَى مَوْلَى[2] هَذَا، فَإِنَّ فِيهِ
[1]- و في حاشية الترتيب: الأظهر كذا- عن اسمعيل بن أبي عبد اللّه عن ابى حمزة.
[2]- مولاى- خ.