الطَّرَائِفُ وَ الْخَلَنْجُ، وَ عَلِيُّ بْنُ مَنْصُورٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ[1]، وَ هِشَامٌ مَوْلَى كِنْدَةَ، مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَ سَبْعِينَ وَ مِائَةٍ بِالْكُوفَةِ فِي أَيَّامِ الرَّشِيدِ.
476 وَ قَالَ أَبُو عَمْرٍو الْكَشِّيُّ: رُوِيَ عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ: كَانَ ابْنُ أَخِي هِشَامٍ يَذْهَبُ فِي الدِّينِ مَذْهَبَ الْجَهْمِيَّةِ خَبِيثاً فِيهِمْ، فَسَأَلَنِي أَنْ أُدْخِلَهُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) لِيُنَاظِرَهُ، فَأَعْلَمْتُهُ أَنِّي لَا أَفْعَلُ مَا لَمْ أَسْتَأْذِنْهُ فِيهِ، فَدَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) فَاسْتَأْذَنْتُهُ فِي إِدْخَالِ هِشَامٍ عَلَيْهِ، فَأَذِنَ لِي فِيهِ، فَقُمْتُ مِنْ عِنْدِهِ وَ خَطَوْتُ خُطُوَاتٍ فَذَكَرْتُ رِدَائَتَهُ وَ خُبْثَهُ، فَانْصَرَفْتُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) فَحَدَّثْتُهُ رِدَائَتَهُ وَ خُبْثَهُ، فَقَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع) يَا عُمَرُ تَتَخَوَّفُ عَلَيَّ! فَخَجِلْتُ مِنْ قَوْلِي وَ عَلِمْتُ أَنِّي قَدْ عَثَرْتُ، فَخَرَجْتُ مُسْتَحِياً إِلَى هِشَامٍ، فَسَأَلْتُهُ تَأْخِيرَ دُخُولِهِ وَ أَعْلَمْتُهُ أَنَّهُ قَدْ أَذِنَ لَهُ بِالدُّخُولِ عَلَيْهِ، فَبَادَرَ هِشَامٌ فَاسْتَأْذَنَ وَ دَخَلَ فَدَخَلْتُ مَعَهُ، فَلَمَّا تَمَكَّنَ فِي مَجْلِسِهِ سَأَلَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع) عَنْ مَسْأَلَةٍ فَحَارَ فِيهَا هِشَامٌ وَ بَقِيَ، فَسَأَلَهُ هِشَامٌ أَنْ يُؤَجِّلَهُ فِيهَا، فَأَجَّلَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع) فَذَهَبَ هِشَامٌ فَاضْطَرَبَ فِي طَلَبِ الْجَوَابِ أَيَّاماً فَلَمْ يَقِفْ عَلَيْهِ، فَرَجَعَ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) فَأَخْبَرَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع) بِهَا، وَ سَأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ[2] أُخْرَى فِيهَا فَسَادُ أَصْلِهِ وَ عَقْدُ[3] مَذْهَبِهِ، فَخَرَجَ هِشَامٌ مِنْ عِنْدِهِ مُغْتَمّاً مُتَحَيِّراً، قَالَ، فَبَقِيتُ أَيَّاماً لَا أُفِيقُ مِنْ حَيْرَتِي، قَالَ عُمَرُ بْنُ يَزِيدَ: فَسَأَلَنِي هِشَامٌ أَنْ
[1]- هو متكلم من أصحاب هشام كما ذكره في جيش.
[2]- مسائل- خ.
[3]- في النسخة و في ج و د و ه: فسأل اجله و عقد مذهبه. و في المطبوعة و الترتيب: كما في المتن.