إِنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَنْهَانَا عَنِ الْكَلَامِ فَقَالَ أَمَرَكَ أَنْ تَقُولَ لِي فَقُلْتُ لَا وَ اللَّهِ وَ لَكِنْ أَمَرَنِي أَنْ لَا أُكَلِّمَ أَحَداً، قَالَ فَاذْهَبْ فَأَطِعْهُ فِيمَا أَمَرَكَ، فَدَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) فَأَخْبَرْتُهُ بِقِصَّةِ صَاحِبِ الطَّاقِ وَ مَا قُلْتُ لَهُ وَ قَوْلُهُ لِي اذْهَبْ وَ أَطِعْهُ فِيمَا أَمَرَكَ، فَتَبَسَّمَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع) وَ، قَالَ يَا أَبَا خَالِدٍ إِنَّ صَاحِبَ الطَّاقِ يُكَلِّمُ النَّاسَ فَيَطِيرُ وَ يَنْقَضُّ، وَ أَنْتَ إِنْ قَصُّوكَ لَنْ تَطِيرَ.
328 حَدَّثَنِي حَمْدَوَيْهِ بْنُ نُصَيْرٍ، قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، عَنْ يُونُسَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) لَيْلًا فَدَخَلَ عَلَيْهِ الْأَحْوَلُ فَدَخَلَ بِهِ مِنَ التَّذَلُّلِ وَ الِاسْتِكَانَةِ أَمْرٌ عَظِيمٌ، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع) مَا لَكَ وَ جَعَلَ يُكَلِّمُهُ حَتَّى سَكَنَ، ثُمَّ، قَالَ لَهُ بِمَا تُخَاصِمُ النَّاسَ قَالَ فَأَخْبَرَهُ بِمَا يُخَاصِمُ النَّاسَ، وَ لَمْ أَحْفَظْ مِنْهُ ذَلِكَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع) خَاصِمْهُمْ بِكَذَا وَ كَذَا!.
وَ ذَكَرَ أَنَّ مُؤْمِنَ الطَّاقِ قِيلَ لَهُ مَا الَّذِي جَرَى بَيْنَكَ وَ بَيْنَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ فِي مَحْضَرِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ يَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ بَلَغَنِي أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّ فِي آلِ مُحَمَّدٍ إِمَاماً مُفْتَرَضَ الطَّاعَةِ قَالَ قُلْتُ نَعَمْ وَ كَانَ أَبُوكَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ أَحَدَهُمْ، فَقَالَ وَ كَيْفَ وَ قَدْ كَانَ يُؤْتَى بِلُقْمَةٍ وَ هِيَ حَارَّةٌ فَيُبَرِّدُهَا بِيَدِهِ ثُمَّ يُلْقِمُنِيهَا، أَ فَتَرَى أَنَّهُ كَانَ يُشْفِقُ عَلَيَّ مِنْ حَرِّ اللُّقْمَةِ وَ لَا يُشْفِقُ عَلَيَّ مِنْ حَرِّ النَّارِ قَالَ قُلْتُ لَهُ كَرِهَ أَنْ يُخْبِرَكَ فَتَكْفُرَ فَلَا يَكُونَ لَهُ فِيكَ الشَّفَاعَةُ لَا وَ اللَّهِ فِيكَ الْمَشِيئَةُ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع) أَخَذْتَهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ فَمَا تَرَكْتَ لَهُ مَخْرَجاً.
329 حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُ