نام کتاب : مصباح الفقيه نویسنده : الهمداني، آقا رضا جلد : 9 صفحه : 253
حكمة لتشريعها.
ولكنّ الأمر فيها سهل بعد مشروعيّة فعلها في خارج الوقت كغيرها من النوافل , وعدم مزاحمتها لفريضة حاضرة حتّى يطلع الفجر.
ولعلّه إلى ما أشرنا إليه ـ من ظهور الأدلّة في إرادة إيقاعها قبل المبيت ـ أشار المصنّف رحمهالله ـ تبعا للمحكيّ عن الشيخين وأتباعهما [١] ـ بقوله : (وينبغي أن يجعلهما خاتمة نوافله) أي نوافله التي يريد أن يأتي بها قبل أن ينام , كنوافل شهر رمضان وغيرها ليكون نومه عن وتر , وإلّا فالأولى أن يجعل خاتمتها الوتر بأن يأتي بنافلة الليل في وقتها ثمّ الشفع ثمّ الوتر , ولا يتركها , أو يخالف الترتيب الموظّف , كما يشهد لذلك ـ مضافا إلى أخبارها الدالّة عليه ـ ما روى زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام أنّه قال : «وليكن آخر صلاتك وتر ليلتك» [٢] والمتبادر منها صلاة الوتر , لا الوتيرة , فهذه الرواية بحسب الظاهر مسوقة لبيان تأخّر مرتبة الوتر عن نافلة الليل وركعتي الشفع.
وقد فسّر في الحدائق [٣] الوتر في هذه الرواية بالوتيرة , فجعلها دليلا لما سمعته عن الشيخين , مع أنّه لا مقتضي لصرف الرواية عن ظاهرها , فكأنّ الذي أوقعه في ذلك وضوح كون الوتر متأخّرة في الرتبة عن نوافل الليل , فلم يخطر بذهنه إرادة هذا المعنى , وأنت خبير بأنّ وضوح كونها كذلك إنّما نشأ من الأخبار
[١]المقنعة : ١١٨ و ١٦٦ , النهاية : ٦٠ و ١١٩ , المبسوط ١ : ٧٦ و ١٣٣ , الكافي في الفقه :١٥٩ , المراسم : ٨٢ , المهذّب ١ : ١٤٥ , وحكاه عنهم العاملي في مدارك الأحكام ٣ : ٧٥.