أقول : وجهه قصور ما دلّ على نجاسة القطعة المبانة من الحيّ عن مثل هذه الجلدة التي هي وعاء المسك , التي تعدّ في العرف من فضول البدن , كسائر الأشياء التي لا يعتدّ بها عند انفصالها عن الحيّ , وأمّا الميتة فينجس منها جميع أجزائها التي حلّ فيها الحياة مطلقا , فالتفصيل في محلّه , إلّا أن يدّعى كون هذه الجلدة عند صيرورة ما فيها مسكا مستقلّة بالحكم , خارجة من حدّ التبعيّة , فاقدة للروح , فيفهم طهارتها حينئذ من التعليل في بعض الأخبار الدالّة على طهارة الصوف : بأنّ «الصوف ليس فيه روح , ألا ترى أنّه يجزّ ويباع وهو حيّ؟» [٢].
وقوله في حسنة حريز ـ الآتية [٣] ـ : «وكلّ شيء ينفصل [٤] من الشاة والدابّة فهو ذكيّ , وإن أخذته منه بعد موته [٥] فاغسله وصلّ فيه».
وما في رواية أبي حمزة ـ الآتية [٦] ـ من تعليل طهارة الإنفحة : بأنّه ليس لها عرق ولا دم ولا عظم , فإنّ المقصود به على الظاهر بيان كونه شيئا مستقلّا غير معدود من أعضاء الميّت , بل هو شيء مخلوق فيه , كالبيضة في بطن الدجاجة , كما وقع التصريح بالتمثيل في الرواية.