لكنّ المتعيّن طرح مثل هذه الروايات التي أعرض عنها الأصحاب , مع موافقتها للعامّة , ومعارضتها للأخبار المعتبرة المستفيضة التي وقع في بعضها التصريح بأنّ ما تضمّنته هذه الروايات من كون الدباغ ذكاة للجلد من مفتريات العامّة على رسول الله صلىاللهعليهوآله[٢] , وقد سمعت [٣] في المرسل المحكيّ عن دعائم الإسلام تصريح النّبيّ صلىاللهعليهوآله بأنّ «الميتة نجسة وإن دبغت».
ومن جملة تلك الأخبار خبر عبد الرحمن بن الحجّاج , قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : إنّي أدخل سوق المسلمين , أعني هذا الخلق الذي يدّعون الإسلام فأشتري منهم الفراء للتجارة , فأقول لصاحبها : أليس هي ذكيّة؟ فيقول :بلى , فهل يصلح لي أن أبيعها على أنّها ذكيّة؟ فقال : «لا , ولكن لا بأس أن تبيعها وتقول : قد شرط لي الذي اشتريتها منه أنّها ذكيّة» قلت : وما أفسد ذلك؟ قال :«استحلال أهل العراق للميتة , وزعموا أنّ دباغ جلد الميتة ذكاته , ثمّ لم يرضوا أن يكذبوا في ذلك إلّا على رسول الله صلىاللهعليهوآله» [٤].
ومكاتبة الجرجاني عن أبي الحسن عليهالسلام , قال : كتبت إليه أسأله عن جلود الميتة التي يؤكل لحمها إن ذكيّ , فكتب «لا ينتفع من الميتة بإهاب ولا عصب» [٥].