نام کتاب : مصباح الفقيه نویسنده : الهمداني، آقا رضا جلد : 7 صفحه : 199
الحقيقة , إذ ليس كلّ احتمال يعتنى به في مباحث الألفاظ.
ألا ترى أنّ قول القائل : «رأيت أسدا في الحمّام» لا يحمل على حقيقته بمجرّد الاحتمال المستبعد في العادة , فكذا فيما نحن فيه.
هذا , مع أنّه لا مقتضي للالتزام بذلك , عدا ما حكي عن ظاهر بعض من كون العصير بعد غليانه خمرا , كوالد الصدوق في محكيّ الرسالة [١].
وفيه : أنّه إن أريد بذلك بيان مفهوم الخمر عرفا ولغة , فيتوجّه عليه ما أشرنا إليه من صحّة السلب عنه ما لم يتحقّق له وصف الإسكار.
ولا يصحّ إثبات هذه الصفة لمطلقه بإطلاق هذا الكلام , لا لمجرّد كونه إخبارا عن موضوع خارجيّ عن حدس واجتهاد من غير أهل خبرته , بل لمعارضته بظاهر من جعله قسيما للمسكر المائع , بل صريح بعضهم حيث قسّم الأشربة المحظورة على قسمين : مسكر وغير مسكر , وجعل العصير من أقسام غير المسكر.
وكيف كان فالظاهر أنّ والد الصدوق ونظراءه لم يقصدوا بمثل هذه العبائر بيان مفهومها العرفي , بل غرضهم بيان ما تعلّق به الأحكام الشرعيّة من الحرمة ونحوها بحسب اجتهادهم , فلا يكون حجّة على غير مقلّديهم , خصوصا مع أنّ والد الصدوق كولده ممّن لا يرى النجاسة من أحكام الخمر.
وأمّا ما حكي عن المهذّب من دعوى الإجماع على كون الخمر حقيقة في