نام کتاب : مصباح الفقيه نویسنده : الهمداني، آقا رضا جلد : 4 صفحه : 221
وأنت خبير بأنّ عدّة مواضع من الرواية تأبى عن ذلك , فالتحقيق دخول الناسية في الرواية , وحينئذٍ فلا بدّ من إلحاق مَنْ لم تستقرّ لها عادة بإحدى الأصناف المزبورة , ولا إشكال في عدم لحوقها بالمعتادة , فبقيت داخلةً في أحد الأخيرين.
لكنّ الظاهر من مساق الرواية عدم اختلاف حكم الأخيرين , وأنّ ما وقع في الرواية من الحكم برجوع الناسية إلى التميز والمبتدئة إلى الروايات إنّما هو لأنّ الغالب في المبتدئة اتّحاد لون الدم وكثرته لقوّة زائدة , وفي الناسية خلاف ذلك , ولذا صرّح فيما بعدُ في الناسية بقوله : «وإن لم يكن الأمر كذلك ولكن الدم أطبق عليها وكان الدم على لونٍ واحد فسنّتها السبع والثلاث والعشرون ؛ لأنّ قصّتها قصّة حمنة حين قالت : إنّي أثجّه ثجّاً» فدلّت على أنّ رجوع حمنة إلى الروايات إنّما كان لاتّحاد لون الدم , الذي استفاده عليهالسلام من قولها : إنّي أثجّه ثجّاً , فلو فرض اختلاف الدم في المبتدئة , فليس لها الرجوع إلى السبع والثلاث والعشرين بمقتضى التعليل المذكور , فيجب إمّا إلحاقها بالمعتادة , وهو غير معقول , وإمّا خروج سنّتها من السنن الثلاث , وهو باطل بمقتضى الحصر المنصوص عليه في مواضع من الرواية , فتعيّن إلحاقها بالناسية في الرجوع إلى التميز , مع أنّ حكمها يمكن أن يستفاد من تعليل رجوع الناسية الفاقدة للتميز إلى الروايات أنّ قصّتها قصّة حمنة , فدلّ على أنّ كلّ مَنْ كان مثلها لا بدّ أن ترجع إلى الروايات , وتقدّم في الروايات أنّ إرجاع حمنة إلى الروايات لمخالفتها للقسمين الأوّلين في العادة والتميز , فدلّ على أنّ التميز كالعادة مقدّم على الروايات مطلقاً , والمرجع بعده إلى
نام کتاب : مصباح الفقيه نویسنده : الهمداني، آقا رضا جلد : 4 صفحه : 221